اختبرت كوريا الشمالية أحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات هواسونج-18، الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023، محذرةً الولايات المتحدة وغيرها من الخصوم، فيما أدانت واشنطن وقيادات في سول وطوكيو ودول أخرى عملية الإطلاق، بينما ينعقد مجلس الأمن الدولي الخميس بشأن إطلاق الصاروخ.
إذ قالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تقرير إن "تجربة الإطلاق هي عملية أساسية تهدف إلى زيادة تطوير القوة النووية الاستراتيجية للجمهورية، وهي في الوقت نفسه تحذير عملي قوي" للخصوم، مؤكدة أن السلاح هو أساس قوتها النووية الضاربة.
تقرير الوكالة اتهم واشنطن بزيادة التوتر من خلال نشر غواصات وقاذفات قنابل في شبه الجزيرة الكورية، وإجراء خطط لحرب نووية مع حلفاء لكوريا الجنوبية، وقالت إن الوضع الأمني العسكري "وصل إلى مرحلة الأزمة النووية فيما بعد حقبة الحرب الباردة".
"كيم" يشرف على إطلاق الصاروخ
وأشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على الاختبار، وفقاً للوكالة، وقال كيم إن بلاده ستتخذ إجراءات قوية على نحو متزايد لحماية نفسها لحين تخلي الولايات المتحدة وحلفائها عن سياساتهم العدائية.
وحسب الوكالة فكان زمن الرحلة البالغ 74 دقيقة لهواسونج-18 الأطول على الإطلاق في اختبار صاروخ كوري شمالي، حيث حلق مسافة 1001 كيلو متر على ارتفاع 6648 كيلومتراً، مضيفة أن المرحلتين الثانية والثالثة كان تحليقهما على مسار عالٍ وصل إلى ارتفاع كبير من أجل السلامة.
وتم إطلاق هواسونج-18 لأول مرة في أبريل/نيسان. وهو أول صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية، يستخدم وسائل دفع صلبة، وهو ما يمكن أن يسمح بنشر أسرع للصواريخ أثناء الحرب.
انعقاد مجلس الأمن
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي أصدر قرارات تحظر تطوير الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية لكوريا الشمالية، في جلسة علنية الخميس، لمناقشة إطلاق الصاروخ.
من جهتها، قالت اليابان إن الصاروخ سقط في البحر، شرق شبه الجزيرة الكورية، على بعد حوالي 250 كيلومتراً من غرب جزيرة أوكوشيري بشمال اليابان.
وأظهرت الصور التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية إطلاق الصاروخ هواسونج-18 من حاوية مثبتة على مركبة قابلة للتحرك على الطرق، ولها عدة عجلات، ومصممة للسماح بإطلاق الصواريخ من مواقع لا يمكن التنبؤ بها.
ولاحظ كولين زويركو، كبير المراسلين التحليليين لـ إن-كيه نيوز، وهو موقع إلكتروني مقره سول يراقب كوريا الشمالية، أن إطلاق الأربعاء حدث من نفس المكان خارج بيونغ يانغ، حيث كان الاختبار الأول لهواسونج-18 في موقع أظهرته صور الأقمار الصناعية التجارية، تم بناؤه لهذا الغرض، ومن المحتمل أنه معزز بخرسانة تحت العشب.
"خطوة حاسمة"
والإثنين 10 يوليو/تموز، أشارت كيم يو يونغ، شقيقة الزعيم كيم يونغ أون ومستشارته المقربة، إلى أن طائرة تجسس أمريكية خرقت المجال الجوي الشرقي لكوريا الشمالية مرتين صباح اليوم نفسه.
وحذرت في بيان من اتخاذ ما سمّتها "خطوة حاسمة" إذا تجاوز الجيش الأمريكي الخط العسكري لحدودها البحرية.
وسبق أن أجرت كوريا الشمالية عدة عمليات إطلاق صواريخ هذا العام، في خرق للعقوبات، بما في ذلك اختبار أقوى صواريخها الباليستية العابرة للقارات، وفي مايو/أيار حاولت بيونغ يانغ وضع قمر صناعي للتجسس العسكري في المدار.
رداً على ذلك، أعلن رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، تعزيز التعاون الدفاعي مع واشنطن، ونظم تدريبات عسكرية مشتركة بطائرات شبح متطورة وأصول استراتيجية أمريكية متقدمة.