قال قائد عسكري روسي، إنه أقيل من منصبه بعد أن أبلغ القيادة العسكرية بالوضع المتدهور على الجبهة في أوكرانيا، حيث "تعرض الجنود الروس للطعن في الظهر بسبب إخفاقات كبار الضباط العسكريين"، على حد وصفه ووفق ما نقلت "رويترز"، الخميس 13 يوليو/تموز 2023.
وفي رسالة صوتية نشرها نائب روسي كان هو الآخر قائداً سابقاً بالجيش، ذكر الميجور جنرال إيفان بوبوف قائد جيش الأسلحة المشتركة الثامن والخمسين أنه أقيل من منصبه، فيما لم يصدر تعليق فوري من وزارة الدفاع الروسية.
وقال بوبوف: "كان هناك موقف صعب مع القادة الكبار، وكان يتعين عليّ فيه إما أن التزم الصمت وأصبح جباناً أو أصف الأمر كما هو".
أضاف: "لم يكن من حقي الكذب باسمكم، باسم رفاقي في السلاح الذين سقطوا، لذا فقد كشفت كل المشاكل الموجودة".
وذكر أنه أثار مسألة مقتل الجنود الروس في عمليات قصف بالمدفعية الأوكرانية، وقال إن الجيش يفتقر لأنظمة البطاريات المضادة المناسبة وسبل استطلاع تحركات العدو.
كما أشار إلى أنه "يبدو أن كبار القادة شعروا أنني أشكل نوعاً من الخطر، فأعدوا بسرعة أمراً من وزير الدفاع في يوم واحد فقط وتخلصوا مني".
أضاف: "لم يستطع الجيش الأوكراني اختراق صفوفنا على الجبهة، لكن قائدنا الأكبر وجّه لنا ضربة مفاجئة وقطع رأس الجيش بوحشية في أصعب وأشد اللحظات".
حالة من "عدم اليقين"
يأتي ذلك وسط حالة من "عدم اليقين" بين العسكريين الروس منذ اختفاء "جنرال يوم القيامة" سيرغي سوروفيكين عقب تمرد مجموعة "فاغنر" في يونيو/حزيران الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
وتقول الصحيفة إنه بالإضافة إلى سوروفيكين المختفي، قُتل جنرال في غارة جوية في أوكرانيا، واتهم الثالث قيادته بالخيانة بعد طرده من الخدمة، فيما قُتل قائد رابع بالرصاص خلال ممارسته رياضة الجري.
والأربعاء 12 يوليو/تموز، قال نائب عن الحزب الحاكم في روسيا إن الجنرال سيرغي سوروفيكين نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، والذي لم يظهر على الملأ منذ تمرد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة "في راحة".
وسُمع أندري كارتابولوف رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الروسي (مجلس الدوما) يقول في مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي إن "سوروفيكين في راحة حالياً. (إنه) غير متاح الآن".
اختفاء جنرال يوم القيامة
كانت آخر مرة ظهر فيها سوروفيكين على الملأ في مقطع مصور يناشد فيه بوقف تمرد مجموعة فاغنر برئاسة يفغيني بريغوجن يومي 23 و24 يونيو/حزيران.
ويُعرف سوروفيكين في الصحافة الروسية باسم "جنرال يوم القيامة"، بسبب خططه العنيفة في الحرب السورية.
ويُعتقد أن لسوروفيكين علاقات جيدة مع فاغنر وبريغوجن الذي أشاد بالجنرال بينما كان ينتقد بانتظام القيادة العسكرية الروسية، لا سيما وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف إزاء تعاملهما مع الحرب في أوكرانيا.
وأفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، معتمداً على إفادة من المخابرات الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي، أن سوروفيكين كان على علم مسبق بالتمرد، وأن السلطات الروسية تحقق فيما إذا كان متورطاً.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية والدولية الشهر الماضي أنه أُلقي القبض على سوروفيكين، لكن لم يرد تأكيد رسمي بشأن ذلك، ورفض الكرملين الإجابة على تساؤلات بخصوصه.
وشكّل التمرد، الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه كان يمكن أن يسقط روسيا في حرب أهلية، أكبر تحدٍّ لسلطة رئيس الكرملين منذ توليه سدة الحكم قبل 23 عاماً.