قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 13 يوليو/تموز 2023، إن بلاده ستبدأ بالعمل على تحقيق الوعود التي قطعتها وفقاً للنتائج الإيجابية التي ستراها من الاتحاد الأوروبي، وذلك في تصريحات خلال عودته من ليتوانيا عقب مشاركته في قمة الناتو اليومين الماضيين الثلاثاء والأربعاء.
أضاف أردوغان أنه لمس توجهاً إيجابياً بشأن إحياء مسار عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وأردف: "سنسرّع مباحثات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وواثق من أننا سنتقدم في الإعفاء من التأشيرات (إلى الاتحاد الأوروبي)".
وأكد أردوغان أن إحراز تقدّم في هذا الخصوص، سينعكس إيجاباً على مشاريع الصناعات الدفاعية التركية أيضاً، بحيث تكتسب "زخماً كبيراً".
والإثنين 10 يوليو/تموز، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، أن تركيا والسويد والحلف توصلوا إلى "اتفاق ثلاثي"، كاشفاً أن أردوغان سينقل ملف عضوية السويد في الناتو إلى البرلمان التركي، وأن ستوكهولم بدورها ستدعم عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي.
بعث كبير مستشاريه لبروكسل
وحول عملية انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، قال أردوغان إنه بعث كبير مستشاريه، عاكف تشاغاتاي كيليج، إلى بروكسل لإجراء مباحثات فيما يخص تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي وإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول.
وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن "كيليج سيعود من بروكسل إلى أنقرة حاملاً معه تطورات إيجابية" في هذا الخصوص.
وأردف: "تركيا كانت وما زالت تفي بتعهداتها والتزاماتها"، معبراً عن رغبتهم في رؤية "نتائج المباحثات القائمة على مبدأ الربح المتبادل، بشكل ملموس في أقرب وقت ممكن".
وشدد أردوغان على أن أولوية تركيا في التعهدات الأوروبية لها، هي حظر أنشطة أنصار التنظيمات الإرهابية في الدول الأوروبية، وإعادة المطلوبين قضائياً من الإرهابيين.
وأفاد الرئيس التركي بأن أنقرة ستبدأ بالعمل على تحقيق الوعود التي قطعتها وفقاً للنتائج الإيجابية التي ستراها من الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن مطالبة المفوضية الأوروبية بإعداد تقرير عن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي "خطوة صحيحة"، معرباً عن أمله في إعداد التقرير بطريقة "إيجابية".
العلاقات مع واشنطن
من جانب آخر وحول قرار تعيين الناتو منسقاً خاصاً لمكافحة الإرهاب، قال الرئيس التركي إن "القرار جاء نتيجة للجهود التي بذلناها".
وبخصوص مستقبل العلاقات التركية- الأمريكية، أوضح أردوغان أن أنقرة وواشنطن "حليفان في الناتو ولهما شراكات استراتيجية"، مشيراً إلى أن بايدن وإدارته يتخذان موقفاً لصالح تركيا فيما يتعلق ببيع طائرات "إف- 16".
أضاف: "تواصل مؤسساتنا مفاوضاتها في نطاق الآلية الاستراتيجية التي قررنا تأسيسها مع السيد بايدن في عام 2021. وأدخلنا ديناميكية جديدة على قنوات الحوار بيننا"، مشيراً إلى أن المحادثات مع الرئيس الأمريكي على هامش قمة الناتو كانت مثمرة للغاية، وأنه كان هناك اجتماع لمدة ساعة و15 دقيقة.
وتفاوضت أنقرة وواشنطن على صفقة 40 طائرة جديدة من طراز إف-16 و79 مجموعة تحديث، لكن العملية تنتظر موافقة الكونغرس الأمريكي.
"متفائل أكثر من أي وقت مضى"
وأمس الأربعاء 12 يوليو/تموز، قال الرئيس التركي إنه "متفائل أكثر من أي وقت مضى" لحصول بلاده على طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الولايات المتحدة، في حين أشار إلى أن إحالة ملف عضوية السويد في الناتو إلى البرلمان التركي لن تكون قبل الخريف المقبل.
من جانبه، عبَّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، عن ثقته بأنه بمقدور الولايات المتحدة بيع طائرات إف-16 لتركيا، حيث أدلى بايدن بهذا التعليق للصحفيين أثناء مغادرته لقمَّة الحلف في ليتوانيا.
كما توجَّه بايدن بالشكر لنظيره التركي على موقفه حيال انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي؛ حيث قال في تغريدة على تويتر، مخاطباً أردوغان: "أشكرك على شجاعتك وقيادتك ودبلوماسيتك التي أظهرتها".
والثلاثاء 11 يوليو/تموز، وقَّعت تركيا والسويد مع حلف الناتو مذكرة تفاهم ثلاثية، أعلن فيها أردوغان موافقته على إحالة ملف انضمام السويد للناتو إلى البرلمان التركي للمصادقة عليه، مقابل دعم ستوكهولم لملف عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أردوغان، الأربعاء، أن السويد ستقدم دعماً فعالاً فيما يتعلق بعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي ذات الأهمية الكبرى لاقتصاد تركيا، وإعفاء الأتراك من التأشيرة.
أضاف أن السويد "ستستمر في بذل ما يقع على عاتقها من أجل رفع القيود التي تفرضها على تركيا، خاصة في مجال الصناعات الدفاعية، وبناءً على المراجعات التي ستتم على هذا الأساس سننتقل إلى المرحلة التالية من عملية انضمام السويد".