اعتبرت واشنطن، الثلاثاء، 11 يوليو/تموز 2023، وفق بيان صادر عن السفارة الأمريكية بالسودان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك مقتل مدنيين جراء غارات جوية في بحري وأم درمان شمالي وغربي العاصمة الخرطوم، "واحدة من أخطر هجمات القتال بالسودان".
وقالت السفارة: "بعد وصول عدد الوفيات المروعة بغارات جوية لـ6 أشخاص على الأقل يوم الأحد في بحري، و22 شخصاً آخرين الجمعة في أم درمان، يمكن القول إننا أمام واحدة من أخطر الهجمات في القتال حتى الآن". ودعت السفارة طرفي الصراع بالسودان إلى "الوفاء بالتزاماتهما بحماية المدنيين". واعتبرت أن "أي انتصار عسكري تترتب عليه تكلفة بشرية غير مقبولة وأضرار بالبلاد".
اتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم
في حين سبق أن أفادت لجان المقاومة الشعبية بمدينة بحري بمقتل "عدد من أفراد أسرة واحدة" وإصابة 5 آخرين بجراح خطيرة.
وخلال الجمعة والسبت، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بتنفيذ غارة جوية في أم درمان أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 31 مدنياً وإصابة آخرين.
أما يوم الأحد، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان، إن "الأمين العام يدين الغارة الجوية في أم درمان التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً".
ويتبادل الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اتهامات ببدء القتال منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 وارتكاب خروقات بعد اشتباكات بين الطرفين خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 2.8 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
السودان يرفض نشر قوات أجنبية على أراضيه
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، رفض السودان نشر أي قوات أجنبية على أراضيه، واعتبارها "قوات معادية".
وأفادت الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية "سونا"، أن "البيان الختامي للجنة الرباعية تضمّن الدعوة لعقد اجتماع قمة دول قوات شرق إفريقيا للطوارئ (إيساف) للنظر في إمكانية نشر قوات لحماية المدنيين وانسياب المساعدات الإنسانية".
وأضافت: "وفي هذا الصدد، تؤكد حكومة السودان أن المساعدات الإنسانية المقدمة من الجهات الدولية تنساب وتصل المحتاجين، وأن حكومة السودان تظل حريصة على رفع المعاناة عن كاهل شعبها. ونقل بيان الخارجية أن حكومة السودان تؤكد "رفضها لنشر أي قوات أجنبية في السودان وستعتبرها قوات معتدية".
يذكر أنه وفي يوم الإثنين تضمن البيان الختامي لقمة مجموعة دول "إيغاد" المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، دعوة الدول المشكّلة لقوات "إيساف" إلى عقد قمة من أجل النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية في السودان.
ورحّب البيان بمؤتمر جيران السودان الذي من المقرر أن تستضيفه القاهرة الخميس في 13 يوليو/تموز 2023، ووفق البيان ذاته، استنكرت الخارجية السودانية ورفضت تصريحات الرئيس الكيني وليم روتو، الإثنين، والتي قال فيها إن "الوضع في السودان يتطلب بشكل عاجل قيادة جديدة تكون قادرة على إخراجه من الكارثة الإنسانية".
كما أعربت الوزارة عن "دهشتها لتصريحات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بأن هناك فراغاً في قيادة الدولة، مما يفسر عدم اعتراف بقيادة الدولة الحالية"، وفق البيان. وقالت: "نستنكر دعوته (آبي أحمد) لفرض حظر جوي ونزع المدفعية الثقيلة خلافاً لمواقفه وتفاهماته المباشرة القائمة مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان".
وأضافت الخارجية: "تعتبر حكومة السودان هذه التصريحات مساساً بسيادة الدولة السودانية، وهو أمرٌ مرفوض". ونقلت عن الحكومة أنها تفيد هيئة إيغاد بأن "عدم احترام آراء الدول الأعضاء سيجعل حكومة السودان تعيد النظر في جدوى عضويتها في المنظمة".
كذلك وفي يوم الإثنين، نقلت قناة الجزيرة الفضائية عن آبي أحمد قوله، إن "قمة إيغاد تدعو لإجراءات فورية في السودان تشمل فرض منطقة حظر طيران ونزع المدفعية الثقيلة".
فيما أعلن السودان، الإثنين، مقاطعة وفده الحكومي اجتماع لجنة "إيغاد" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، معللاً ذلك بـ"انتظار الاستجابة لطلبه بتغيير رئاسة كينيا للجنة" المعنية بحل الأزمة في البلاد.