كشفت وسائل إعلام روسية عن انقسامات بين مجموعة مرتزقة فاغنر بشأن قائدهم يفغيني بريغوجين، بعد قيادته لتمرد عسكري "فاشل" كان يسعى من خلاله إلى الإطاحة بالقيادة العسكرية، وبدأ بعضهم يتساءل إن كان يستحق بريغوجين اتباعه بعد الآن، وفق ما ذكره موقع The Daily Beast الأمريكي الإثنين 10 يوليو/تموز 2023.
إذ قال رومان، وهو مقاتل سابق في فاغنر، لصحيفة "Moscow Times"، عن زعيم فاغنر بريغوجين: "أنا ورفاقي كنا نقاتل من أجل البلاد، وليس من أجل أحمق مغرور وطموحاته الشخصية".
كما انتقد فلاد، وهو مرتزق سابق آخر في مرتزقة فاغنر، رغبة بريغوجين في مطالبة مقاتليه بالانقلاب على روسيا. وقال للصحيفة إنه في 24 يونيو/حزيران، يوم محاولة التمرد، ظل يسأل نفسه سؤالاً واحداً: "هل سأتمكن من إطلاق النار على رفاقي؟".
فيما اتهم المرتزقة السابقون بريغوجين بشن تمرد خائن لأسباب شخصية فقط. وأضاف فلاد أنه يريد الانضمام إلى فاغنر "للدفاع" عن روسيا، وليس لمهاجمتها، وليس "تعاطفاً مع بريغوجين".
بينما أعرب بعض مرتزقة فاغنر عن أسفهم لأن تمرد بريغوجين لم يسهم في أي تغيير يريده في قيادة البلاد. وقال أحدهم: "رفاقنا قتلوا بعضهم، ودُمرت كمية هائلة من المعدات العسكرية، والناس خائفون، فضلاً عن الضرر الذي لحق بسُمعة روسيا في الساحة الجيوسياسية، ولا يزال قادة الجنرالات في أماكنهم".
كما أشار مقاتلون آخرون إلى أنه قد آن أوان تغيير الجيش التقليدي، ورحبوا بالتمرد على أمل أن يوقظ الجيش الروسي. وقال ميخائيل، وهو مرتزق سابق آخر في فاغنر: "أتعشم أن تنبه "مسيرة العدالة" حكومتنا كي تدرك أن الوقت قد حان للتغيير".
بينما قال مالك، الذي قاتل في أوكرانيا لصالح مجموعة فاغنر: "روستوف بأكملها كانت تدعم فاغنر وبريغوجين.. بريغوجين يتكلم ويتصرف بشكل صحيح، وفعل الكثير من أجل البلاد، وأظن أن شويغو لم يفعل شيئاً ذي فائدة. وأنا ما زلت مخلصاً لبلدي.. وروستوف بأكملها كانت تدعم فاغنر وبريغوجين".
على أنه ليس واضحاً ما يخبئه المستقبل لبريغوجين في الوقت الحالي. فبعد أيام من إفشال التمرد في أواخر يونيو/حزيران، التقى بريغوجين بوتين في الكرملين، حسبما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الإثنين 10 يوليو/تموز، وفقاً لوكالة إنترفاكس.
فيما يظل التساؤل مطروحاً حول هل سيكون بريغوجين في مأمن من الانتقام بعد تمرده بالنظر إلى امتداد نفوذ الكرملين إلى بيلاروسيا.
كما أن مستقبل مرتزقة فاغنر أنفسهم لا يزال على المحك. إذ أقيمت معسكرات ميدانية في بيلاروسيا تحضيراً لوصول محتمل لمقاتلي فاغنر إلى البلاد.
لكن الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو -الذي يواجه عدم استقرار سياسي في أعقاب تمرد مرتزقة فاغنر، وفقاً لسفير أمريكي- قال إن الوقت وحده هو ما سيحدد إن كان مقاتلو فاغنر سيتجهون إلى بيلاروسيا. ووفقاً لوكالة Belta البيلاروسية، قال الأسبوع الماضي: "سنحدد قريباً إن كانوا سيأتون إلى بيلاروسيا أم لا وأعدادهم".