شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، الأحد 9 يوليو/تموز 2023، مظاهرة للتنديد بحرق نسخ من القرآن في البلاد، لا سيما حادثة الحرق الأخيرة التي نفذها مواطن عراقي مقيم في السويد، ما أثار تنديداً إسلامياً واسعاً وإدانات من الاتحاد الأوروبي وأمريكا.
جاءت هذه التظاهرة بتنظيم من قِبل الجمعيات والمنظمات الإسلامية في السويد، وشارك فيها نحو 500 شخص، حيث طالبوا السلطات السويدية بمنع الاستفزازات التي تستهدف القرآن الكريم.
كانت السلطات السويدية قد سمحت للمواطن العراقي سلوان موميكا (37 عاماً) بحرق نسخة من القرآن يوم 28 يونيو/حزيران 2023، وذلك عند مسجد ستوكهولم المركزي، وتزامن ذلك مع أول يوم لعيد الأضحى الذي يحتفل فيه المسلمون حول العالم.
قوبل سماح السلطات السويدية بحرق القرآن بتنديد واسع في العالمين العربي والإسلامي، واستدعت دول عربية سفراء السويد لديها للاحتجاج، كما استدعت المغرب سفيرها في السويد لأجل غير مسمى رداً على حرق المصحف.
كذلك دعت منظمة التعاون الإسلامي، الأحد 2 يوليو/تموز 2023، إلى اتخاذ "تدابير جماعية" ضد تكرار تدنيس المصحف، وقالت المنظمة إن "تدنيس المصحف والإساءة للنبي ليسا حوادث إسلاموفوبيا عادية"، وشددت على "ضرورة تطبيق القانون الدولي لحظر الكراهية الدينية".
أثارت الحادثة أيضاً رفضاً أمريكياً، كما أكد الاتحاد الأوروبي أن إحراق أي كتاب مقدس يعتبر "استفزازاً علنياً وعملاً وقحاً"، وذلك في بيان، السبت 1 يوليو/تموز 2023.
أشار بيان الاتحاد الأوروبي إلى أن التكتل يؤيد معارضة وزارة الخارجية السويدية بشدة إحراق نسخة من المصحف، وقال: "لا يعكس الفعل بأي حال من الأحوال وجهات نظر الاتحاد الأوروبي، وحرق المصحف أو أي كتاب مقدس عمل عدائي وفيه قلة احترام واستفزاز علني، ولا يوجد مكان في أوروبا للعنصرية وكراهية الأجانب وما يتعلق بذلك من تعصب".
لم تكن حادثة حرق موميكا للقرآن في السويد الواقعة الأولى التي تشهدها البلاد، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/كانون الثاني 2023، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة.