بريغوجين “متوحش” وبوتين “زعيم حكيم”.. الكرملين يحرك آلته الدعائية لتشويه صورة الحليف السابق للرئيس

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/08 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/08 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم فاغنر بريغوجين - عربي بوست

تعمل الآلة الدعائية للكرملين على تشويه سمعة زعيم مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، وفي الوقت نفسه تصوير الرئيس فلاديمير بوتين على أنه "الزعيم الحكيم" الذي أنقذ البلاد من حرب أهلية، وذلك عقب التمرد الذي أجرته المجموعة ضد الجيش الروسي، وتحديها للرئيس الروسي. 

صحيفة The Washington Post الأمريكية، قالت السبت 8 يوليو/تموز 2023، إن تمرد "فاغنر" كشف عمق الانقسامات التي سببتها حرب بوتين في أوكرانيا، "وبدا أن الكرملين لديه ثلاثة أهداف رئيسية".

هذه الأهداف هي هدم بريغوجين (الحليف السابق للرئيس الروسي والملقب بطباخ بوتين) ودحض تصريحه المفاجئ بأنه "لم يكن لدى روسيا أي مبرر أمني لغزو أوكرانيا"، فيما يتلخص الهدف الثاني في زيادة القمع وتعزيز صورة النظام، والثالث إعادة تلميع صورة بوتين لتصويره شخصية ديناميكية وموحِّدة.

أشارت الصحيفة إلى أن آلة الدعاية الروسية لم تتأخر عن تنفيذ هذه الأهداف، إذ ظهرت مذيعة التلفزيون الروسي إرادا زينالوفا على قناة NTV الموالية للكرملين، لتقول بصوت رخيم: "الاستقرار الذي يضمنه بوتين ويمثله  للجميع أصبح اختياراً واعياً لمجتمع ناضج بالفعل، وقد اجتزنا اختبار الوحدة بنجاح".

كذلك لم يتوانَ التلفزيون الحكومي وقنوات تيليغرام الموالية للكرملين، الأسبوع الماضي، عن مهاجمة "بريغوجين المتوحش"، وتصويره على أنه "مجرم محتال جشع".

في هذا الصدد، عمدت القنوات التلفزيونية الموالية للكرملين إلى بث صور لمنزل بريغوجين الفاخر، تُظهر أسلحته وأكواماً من النقود وسبائك الذهب وطائرة هليكوبتر شخصية وجوازات سفر مزورة، وشعراً مستعاراً يستخدمه في التنكر، وجميع هذه المقتنيات كشفتها مداهمة لممتلكاته في سانت بطرسبرغ من شرطة وزارة الداخلية.

كانت آلة الكرملين الدعائية قد نجحت في احتواء الهلع الذي انتاب الروس في البداية، من الحرب الروسية على أوكرانيا وبسرعة ملحوظة، وقالت الصحيفة الأمريكية إن الآلة الدعائية للكرملين "يبدو أنها ستنجح بالمثل في تشويه سمعة بريغوجين".

من جانبه، قال مقدم البرامج إدوارد بيتروف في برنامج قناة روسيا 1 الحكومية "ستون دقيقة" يوم الأربعاء 5 يوليو/تموز: "لنشاهد كيف كان يعيش المدافع عن الحقيقة، مدافع عن الحقيقة بسجلين جنائيين، رجل أخبرنا أن الجميع يسرقون (…) وهنا نرى العملة الصعبة في منزل بريغوجين، مبلغ كبير".

أضاف بيتروف: "الآن لنأخذ جولة في القصر، قصر، مروحية، نقود، سيارات محملة بالنقود، دولارات، روبلات، 600 مليون روبل. حامي العدالة كان يمتلك 600 مليون روبل!".

أما المتحدث باسم شركة روسنفت Rosneft، ميخائيل ليونتييف، فكان أشد فظاظة، إذ شبّه بريغوجين بهتلر، وقال: "يقولون إن بريغوجين كان يقول الحقيقة، وماذا في ذلك؟ هذه أشياء بديهية عن الفساد وغيره. 80% مما قاله الزعيم النازي بعد غزو الاتحاد السوفييتي كان صحيحاً، لكن هذا لم يمنعه من أن يكون هتلر".

بدوره، اتهم ديمتري كيسليوف، مقدم البرنامج السياسي الشهير "Vesti Nedeli" في التلفزيون الحكومي، شركة "فاغنر" وشركة "كونكورد" المملوكتين لبريغوجين بتلقي تمويل حكومي يقترب من 20 مليون دولار، وذلك بعد أن اعترف بوتين بأن "فاغنر"، التي صوّرها الكرملين لسنوات على أنها شركة خاصة، كانت في الحقيقة ممولة بالكامل من الدولة، وكانت تعمل برغبة الكرملين.

قلل برنامج كيسليوف من إنجاز "فاغنر" الرئيسي في الحرب بأوكرانيا، لا سيما القتال الدامي الذي دام 224 يوماً للاستيلاء على باخموت في شرق أوكرانيا، قائلاً إن المدينة ليست مهمة كثيراً.

بعد التمرد خسر بريغوجين عقود توريد الأغذية الحكومية المربحة، وأغلق الإمبراطورية الإعلامية، وشبكة المتصيدين التي كان يستعين بها لتعزيز صورته.

في الوقت نفسه تُبذل جهود موازية لتعزيز صورة بوتين، الذي تظل معدلات شعبيته المرتفعة مصدر شرعيته الأساسي، وقالت "واشنطن بوست": "يُتلاعب بنتائج الانتخابات، وحتى الدستور الروسي ليظل في السلطة، وأي منافس محتمل مثل المعارض أليكسي نافالني أو رجل الأعمال الروسي ميخائيل خودوركوفسكي يُسجن أو يُنفى".

كابوس الغرب وسلاح بوتين الفتاك
بوتين وصف تمرد فاغنر بأنه خيانة – عربي بوست

كان تمرد "فاغنر"، الذي حدث يوم 24 يونيو/حزيران 2023، قد انتهى بوساطة من رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، وتضمنت السماح لبريغوجين ومقاتليه بالانتقال إلى بيلاروسيا مقابل وقف التمرد الذي مثّل مفاجأة للكرملين، والذي وصفه بوتين بأنه "طعنة في الظهر". 

تحميل المزيد