يتعرض أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً للاغتصاب والاعتداء الجنسي من المتقاتلين في السودان "بأعداد مقلقة"، منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حسب ما كشفه تقرير جديد أصدرته منظمة "أنقذوا الأطفال"، الجمعة 7 يوليو/تموز 2023.
إذ قالت المنظمة غير الحكومية إنها تحققت من 88 حالة اغتصاب على الأقل، منذ اندلاع الصراع في السودان 15 أبريل/نيسان، لافتة إلى أن النساء والفتيات أكثر الفئات المعرضة للاعتداء والاستغلال.
ويتوقع مسؤولون ارتفاع حالات العنف الجنسي إلى 4400 حالة، وفقاً لموقع Middle East Eye البريطاني.
ومن الأمثلة على الانتهاكات التي تتعرض لها الصغيرات والمراهقات الاغتصاب الذي يتسبب في حدوث حمل في بعض الحالات، وعمليات الاختطاف.
العنف الجنسي
بدوره قال عارف نور، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في السودان، في بيان: "العنف الجنسي لا يزال يُستخدم كأداة لترويع النساء والأطفال في السودان. ونعلم أن الأرقام الرسمية ليست سوى غيض من فيض".
ويُشار إلى أنه قبل اندلاع الصراع في السودان منذ قرابة ثلاثة أشهر، كان العنف القائم على النوع الاجتماعي منتشراً في البلاد، وكان أكثر من ثلاثة ملايين امرأة وفتاة عرضة له، وفقاً لمنظمة "أنقذوا الأطفال".
وقد تصاعدت هذه الأرقام الآن، ويُستهدف بعض الأطفال أكثر من غيرهم بسبب جنسهم وعرقهم.
ومطلع هذا الأسبوع أدان مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة هذا العنف الجنسي الذي تشهده البلاد، وطالبوا بإجراء تحقيقات فورية.
ووثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في السودان 21 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالصراع، بحق 57 امرأة وفتاة على الأقل. وفي إحدى الحالات وجد أن 20 امرأة تعرضن للاغتصاب في هجوم واحد.
صدمات جسدية ونفسية
إلى ذلك، قال عاملون في منظمة أنقذوا الأطفال في شمال كردفان إنهم يشهدون تزايداً في أعداد حالات النساء اللائي يتعرضن للعنف الجنسي في عياداتهم الصحية المتنقلة، مشيرين إلى أن الكثير من النساء والأطفال يصابون بصدمات نفسية وجسدية بعد هذه الاعتداءات.
إذ سُجلت حالات إصابة فتيات صغيرات بالهبوط الرحمي والناسور ومشكلات أخرى في جهازهن التناسلي، وتعرضهن للوفاة ولمضاعفات أخرى بسبب الحمل المبكر والإجهاض غير الآمن.
أما الفتيات اللائي لم يكتمل نموهن، فقد يكون لهذه الحوادث تبعات طويلة المدى على صحتهن الجسدية.
ونبّه العاملون في منظمة "أنقذوا الأطفال" إلى تراجع قدرة المنظمة على استيعاب هذه الأعداد المتنامية من الحالات.
من جهتها، قالت سارة عبد الرازق، الرئيسة التنفيذية في المنظمة: "تعرضت وحدة الطوارئ في المستشفى الرئيسي للقصف أثناء غارة جوية، وليس لدينا أي مستشفيات مناسبة هنا الآن يمكننا إحالة الحالات الطبية الخطيرة إليها".
فيما قال نور إنهم بلغهم أيضاً أن بعض الآباء يُجبَرون على تزويج بناتهم في سن مبكرة، "لحمايتهن" من المزيد من مخاطر العنف الجنسي.
تأثير طويل الأمد
قد يمتنع الضحايا عن الإفصاح عما يتعرضون له جراء الشعور بالعار والخوف من الانتقام والوصمة الاجتماعية في البلاد.
ويزيد نقص المساعدات الإنسانية، إلى جانب اتصال الإنترنت غير المستقر، من صعوبة التواصل وتقديم الدعم المناسب للضحايا.
والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاعتداء الجنسي قد تكون لهما آثار طويلة المدى، لا سيما على الأطفال، الذين يُصاب الكثير منهم باضطراب ما بعد الصدمة.
ونبّه العاملون في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية إلى أن النساء والأطفال الفارين أو النازحين الذين يبحثون عن الأمان أكثر عرضة من غيرهم للتعرض لأشكال العنف الجنسي.