أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أوكرانيا تستحق بلا شك، عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو". جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإسطنبول، الجمعة 7 يوليو/تموز 2023، عقب لقاء ثنائي وآخر بين الوفود. وشدد أردوغان على أن تركيا تعد أكثر بلد يبذل جهوداً لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات ووفقاً لأسس القانون الدولي.
في حين تعهد أردوغان بتقديم تركيا كافة أشكال الدعم لأوكرانيا من أجل نهوضها مجدداً. وتمنى الرئيس التركي تمديد اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود المقرر انتهاؤها في 17 يوليو/تموز 2023. وقال: "ننتظر على الأقل تمديد اتفاقية ممر الحبوب 3 أشهر بدلاً من شهرين".
جاءت التصريحات بعد أن اختُتمت بإسطنبول في وقت متأخر من مساء الجمعة، مباحثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي زار تركيا ضمن جولة بدأها ببلغاريا وجمهورية التشيك.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الرئيسان، دعا الرئيس التركي كلاً من روسيا وأوكرانيا للعودة إلى مباحثات السلام لإنهاء الحرب، مضيفاً أن أوكرانيا تستحق أن تكون عضواً في حلف الناتو.
بوتين يزور تركيا وأردوغان يلتقي رئيس أوكرانيا
في سياق متصل، كشف أردوغان عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا الشهر المقبل، مضيفاً: "سنحظى خلال ذلك بفرصة بحث تبادل الأسرى (بين روسيا وأوكرانيا) وجهاً لوجه مرة أخرى".
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده تريد تنفيذ خطة السلام، وإن تركيا على استعداد لتولي دور القيادة بهذا الصدد. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقب لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، في قصر وحيد الدين بإسطنبول.
وأضاف الرئيس الأوكراني: "أنا هنا (في إسطنبول) لأشكر كل من يريد السلام لبلدنا وشعوبنا". وأعرب عن امتنانه للدعم التركي الثابت لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها. كما تقدم بالشكر لنظيره التركي على دعمه اتفاق ممر الحبوب عبر البحر الأسود. ودعا زيلينسكي الرئيسَ التركي رجب طيب أردغان إلى أن تشارك بلاده في مشروعات إعادة إعمار أوكرانيا.
دور مؤثر لتركيا في ملف الحبوب
من جانبه شدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، على دور تركيا "المؤثر" بخصوص اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود التي تنتهي في 17 يوليو/تموز الحالي.
وقال غريفيث في تصريحات صحفية من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة: "آمل أن يتوجه الجميع إلى تركيا بخصوص هذا الأمر، ونتحدث مع أنقرة بهذا الصدد مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع". وأكد أن تركيا "مدافع كبير ومؤثر ولاعب دبلوماسي" بخصوص اتفاقية الحبوب.
وحذَّر غريفيث من أن الإخفاق في تمديد اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود قد تكون له "عواقب وخيمة"، حيث إنها توفر جزءاً كبيراً من احتياجات الحبوب في العالم.
وشدد على أهمية تمديد الاتفاقية لتأمين الغذاء لشعوب إفريقيا، مضيفاً: "لا نريد أن نعيش الوضع نفسه كل 3 أشهر، فهذا يضر بشكل كبير بالثقة التجارية، وله تأثير ضار على أسعار الأغذية".
يُذكر أنه في يوليو/تموز 2022، وقَّعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا، في إسطنبول، اتفاقية لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتاً بعد الحرب الروسية؛ وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
وسمحت الاتفاقية التي تم تمديد العمل بها عدة مرات، بتصدير الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا، وفي 18 مايو/أيار الماضي، جرى تمديدها 60 يوماً إضافية.
وفي وقت سابق، لمَّح مسؤولون روس إلى أنهم قد يعرقلون تمديد الاتفاقية، واشتكوا من عدم تنفيذ أجزاء منها للسماح بالصادرات الروسية.
روسيا لم تحسم موقفها من ملف الحبوب
من جانبها قالت روسيا، الأربعاء، إنها لم تتخذ بعدُ قراراً نهائياً بشأن تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، بينما تعهدت الأمم المتحدة ببذل كل جهد ممكن لتمديد الاتفاق قبل أن ينتهي أمده في 17 يوليو/تموز.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحفيين عن الاتفاق: "لم نعلن بعدُ القرار، سنعلنه في الوقت المناسب". ويسمح الاتفاق بتصدير آمن للحبوب من أوكرانيا على الرغم من أن الصراع حالياً دخل شهره السابع عشر.
وتقول روسيا مراراً، إنه ليس هناك أساس مقنع لتمديد الاتفاق إلى ما بعد 17 يوليو/تموز، بسبب عقبات تعترض صادراتها من الحبوب والأسمدة. لكن بيسكوف قال إن الغرب لا يزال لديه الوقت لمعالجة تلك المشكلات.
وتابع قائلاً: "لا يزال هناك وقت للوفاء بهذا الجزء من الاتفاقات التي تثير قلق بلادنا. حتى الآن هذا الجزء لم يكتمل؛ ومن ثم في الوقت الراهن وللأسف، ليس هناك أسس معينة لتمديد هذا الاتفاق".