حققت أكبر 722 شركة في العالم أكثر من تريليون دولار من الأرباح غير المتوقعة في عامي 2020 و2021، مستغلةً الزيادة في أسعار الطاقة وارتفاع أسعار الفائدة، وسط اتهامات للشركات بأنها تدفع العالم إلى ما يُعرف بـ"تضخم الجشع"، بحسب ما كشفته دراسة أجرتها منظمات خيرية دولية معنية بالتنمية ومكافحة الفقر.
وخلص تحليل البيانات التي نشرتها مجلة فوربس، نقلاً عن الدراسة التي أجرتها منظمة "أوكسفام" ومنظمة "أكشن أيد"، إلى أن هذه العوامل مكَّنت الشركات الكبرى من تحقيق 1.08 تريليون دولار من الأرباح في عام 2021، ثم 1.09 تريليون دولار العام الماضي.
وقد جاءت الأرباح الجماعية لهذه الشركات أعلى بنسبة 89% من متوسط الأرباح في السنوات الأربع السابقة (من عام 2017 إلى عام 2020)، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس، 6 يوليو/تموز 2023.
الأرباح غير المتوقعة
وتُعرف الأرباح المفاجئة أو غير المتوقعة (Windfall Profits) بأنها تلك المكاسب التي تتجاوز متوسط الأرباح في السنوات الأربع السابقة بأكثر من 10%.
وقد سجلت شركات الطاقة أعلى أرباح غير متوقعة؛ فمن بين 45 شركة طاقة مدرجة في قائمة فوربس لأكبر 2000 شركة، وجدت الدراسة أن شركات الطاقة حققت في المتوسط 237 مليار دولار من الأرباح السنوية المفاجئة في عامي 2020 و2021.
وأدت الزيادة في أرباح الطاقة إلى صعود 96 مليارديراً بين المساهمين في شركات الطاقة بثروة مجتمعة تقارب 432 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 50 مليار دولار على نظيرتها في شهر أبريل/نيسان من العام السابق.
كما كشفت البيانات الواردة عن شركات أغذية ومشروبات، وبنوك، وشركات أدوية، وتجار تجزئة عن زيادة أرباح تلك الشركات أثناء أزمة الارتفاع في تكلفة المعيشة، وفي الوقت الذي تعرَّض فيه أكثر من ربع مليار شخص في 58 دولة لانعدامٍ حاد في الأمن الغذائي خلال عام 2022.
"تضخم الجشع"
ومن ثم، استدعت هذه الأرباح اتهامات للشركات بأنها تدفع العالم إلى ما يُعرف بـ"تضخم الجشع" ، أي تواطؤ الشركات على رفع الأسعار في زمن التضخم، واستغلاله لتعظيم أرباحها، ومن ثم تحقيق مكاسب مفرطة على حساب المستهلكين.
ووجدت الدراسة أن 18 شركة للأغذية والمشروبات حققت في المتوسط 14 مليار دولار من الأرباح السنوية المفاجئة في عامي 2021 و2022. وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية العالمية بأكثر من 14% في عام 2022.
بالإضافة إلى ذلك، حققت 28 شركة أدوية 47 مليار دولار من الأرباح السنوية المفاجئة في المتوسط؛ وبلغ متوسط الأرباح لدى 42 شركة من كبار شركات التجزئة والمتاجر الكبرى 28 مليار دولار.
وحققت 9 شركات من تلك العاملة في قطاع الطيران والتصنيع العسكري أرباحاً غير متوقعة بلغت في المتوسط 8 مليارات دولار.
أرباح غير أخلاقية
في هذا السياق، قالت كاتي تشاكرابورتي، مسؤولة المناصرة وحشد الدعم في منظمة أوكسفام: إن "هذه الأرباح المذهلة في زيادتها ليست فقط غير أخلاقية، بل إنها تقدم كذلك مزيداً من الأدلة على أن ثروة الشركات تؤدي إلى زيادة التضخم، وتدفع ملايين الأشخاص في بريطانيا وفي جميع أنحاء العالم إلى مكابدة المصاعب لتسديد الفواتير وتوفير الطعام لأسرهم".
وأوضحت كاتي انتقاداتها بالقول: "حين تكون الأرباح غير المتوقعة لـ 18 شركة عاملة في قطاع الأغذية والمشروبات أكثر من ضعف المبلغ المطلوب لسد النقص في المساعدات اللازمة لإنقاذ عشرات الملايين من الناس الذين يعانون وطأة الجوع في شرق إفريقيا، فهذا أمر يجب أن ينتقد".
كما أكدت أن الحكومات يقع عليها واجب التحرك، إذ "يجب أن تُفرض المزيد من الضرائب على هذه الأرباح غير المتوقعة في جميع القطاعات؛ وأن نتصدى لهذه المضاربات التي تزيد من أرباح المساهمين الأثرياء في الشركات على حساب الجميع".