قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الخميس 6 يوليو/تموز 2023، إن "مصر والسودان إخواننا، ونأخذ في الاعتبار التخوفات التي يثيرونها بشأن سد النهضة"، مؤكداً استعداد بلاده لـ"التشاور والوصول لحلول وبدء مشروعات مشتركة"، وذلك في الوقت الذي تتهم فيه مصر والسودان، أديس أبابا بالتعنت في المفاوضات الخاصة بتنظيم عملية ملء السد التي ترى دولتا المصب أنها تضر بهما.
جاء ذلك في خطاب أمام أعضاء البرلمان الإثيوبي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، بعد نحو أسبوعين من لقاء آبي أحمد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تؤكد بلاده أكثر من مرة، أهمية الوصول لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
آبي أحمد يتحدث عن الخلاف حول سد النهضة
قال آبي أحمد إن "دولتي المصب السودان ومصر هم إخواننا وجيراننا، وبسبب القلق الذي أبدوه من بناء سد النهضة فإننا نقوم بتنفيذ الأعمال بعناية، ونأخذ في الاعتبار التخوفات التي يثيرونها". وأضاف: "نعمل على التأكد من مرور مياه كافية إلى السودان ومصر بصورة لا تضرنا، ونعمل على الإيفاء باحتياجاتهم"، وفق المصدر ذاته.
وتابع قائلاً: "كما تعلمون فقد تحصلنا على كمية كبيرة من المياه، يجب ألا يتضرر إخواننا ويحصلون على نصيبهم، وأن يدركوا أن رغبة إثيوبيا هي التنمية فقط".
وتطرق آبي أحمد إلى ما كان يثار من خلافات بشأن السد، قائلاً: "السؤال الهام هو: كيف يمكننا أن نقوم بمشاريع جديدة مشتركة معاً بدلاً من الجدال، كيف يمكننا أن نقوم ببدء أعمال جديدة ونحن جاهزون للتشاور مع إخواننا ونصل للحلول".
يذكر أنه في 4 يونيو/حزيران 2023، حث الرئيس المصري إثيوبيا على قبول "حل وسط" بشأن أزمة السد الذي تبنيه منذ أكثر من عقد، وسط خلافات مع القاهرة والخرطوم ومفاوضات مجمدة.
مصر والسودان تتمسكان باتفاق ملزم حول سد النهضة
من جهة أخرى تتمسك القاهرة والخرطوم بالوصول إلى اتفاق ملزم أولاً مع إثيوبيا بشأن ملء السد وتشغيله، لضمان استمرار تدفق حصتيهما المائية، بينما ترفض أديس أبابا ذلك، معللة بأن السد الذي بدأت تشييده منذ 2011 "لا يستهدف الإضرار بأحد".
في سياق مواز وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، الخميس، أن سد النهضة الذي تبنيه بلاده "يقترب حالياً من الملء الرابع". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ميكونين الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس وزراء إثيوبيا، نقلتها شبكة "أفريكا نيوز" (مقرها فرنسا).
وقال ميكونين، خلال مؤتمر حول النيل في العاصمة أديس أبابا، إن "سد النهضة يقترب حالياً من الملء الرابع".زوأضاف أن "عمليات الملء الثلاث السابقة لم تتسبب في ضرر لدول حوض النيل، وكذلك ستكون عمليات الملء المتبقية".
وتابع أن "المشروع أوشك على الانتهاء رغم تصريحات بعض الفاعلين الذين يسعون إلى احتكار استخدام النهر الإفريقي المشترك".
وبجانب وزير الخارجية الإثيوبي، شارك في المؤتمر نظراؤه من بعض دول حوض النيل مثل أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وتنزانيا.
يذكر أن مشروع سد النهضة الضخم الذي تبلغ تكلفته 4.2 مليار دولار، كان في قلب نزاع إقليمي منذ أن شرعت إثيوبيا في تنفيذه عام 2011. وطلبت مصر والسودان مراراً من إثيوبيا وقف ملء السد، بسبب مخاوف من تأثيره على حصة البلدين من مياه نهر النيل.