دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، مجدداً إلى ضوابط أكثر تشدّداً على صعيد الأسلحة المنتشرة بكثرة بين الأمريكيين، مندّداً في خطاب بمناسبة العيد الوطني بـ"موجة" عمليات إطلاق نار شهدتها الولايات المتّحدة عشية العيد، وراح ضحيتها أمريكيون.
بايدن قال في بيان إنّه "في الأيام القليلة الماضية عانت أمتنا مجدّداً من موجة عمليات إطلاق النار المأساوية والعبثية في مجتمعات في أنحاء الولايات المتّحدة"، مشيراً إلى الحوادث التي وقعت في فيلادلفيا وفورت ورث ولانسيغ، وكذلك أعمال عنف مرتبطة بالسلاح مؤخّراً في بالتيمور وويتشيتا وكانسس وشيكاغو.
أضاف بايدن أنه "بينما تحتفل أمّتنا بعيد الاستقلال نصلّي من أجل اليوم الذي تصبح فيه مجتمعاتنا خالية من أعمال العنف المرتبطة بالسلاح"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان قد قُتل خمسة أشخاص في إطلاق نار في فيلادلفيا، مساء الإثنين الماضي، وأصيب أربعة بجروح بحسب الشرطة، كما أدّى إطلاق نار آخر ليلاً في "فورت ورث" بولاية تكساس، إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية، وفقاً لما أوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
حتى بعد ظهر الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، كانت الولايات المتحدة قد شهدت عدداً من حوادث إطلاق النار في العيد الوطني، وأصيب خمسة أشخاص بجروح في لانسينغ بولاية ميشيغان، وأربعة في شارلوت بولاية نورث كارولاينا، بحسب منظمة "أرشيف العنف المسلح".
وقعت أيضاً حادثة إطلاق نار أخرى في آكرون بولاية أوهايو، استجابت لها الشرطة بسرعة في ساعة مبكرة من أمس الثلاثاء، وأدت إلى جرح أربعة أشخاص.
وخلال مسيرة العام الماضي، في الرابع من يوليو/تموز، في هايلاند بارك، بولاية إيلينوي على أطراف شيكاغو، قتل مسلح عشرة أشخاص وجرح العشرات.
هذا العام تنظم هذه المنطقة مراسم إحياء لذكرى الضحايا بدلاً من إقامة مسيرة واحتفالات تقليدية، بحسب مسؤولين.
في إشارة إلى الذكرى الأولى لإطلاق النار ذلك قال بايدن: "في غضون لحظات أصبح يوم الفخر الوطني هذا مشهداً للألم والمأساة".
يأتي هذا فيما سُجّلت 346 حادثة إطلاق نار جماعي على الأقل في الولايات المتحدة هذا العام، وفق منظمة "أرشيف العنف المسلح"، التي تحدّد إطلاق النار الجماعي على أنّه كلّ إطلاق نار يسفر عن إصابة أو مقتل أربعة أشخاص أو أكثر، غير مطلق النار.
قُتل أكثر من 44 ألف شخص في عمليات إطلاق نار العام الماضي، وقرابة 24 ألفاً من هؤلاء قضوا انتحاراً، وفقاً للوكالة الفرنسية.
في هذا الصدد، قال بايدن إنه "ينبغي القيام بمزيد من الخطوات (…) للتصدّي لآفة عنف السلاح الذي يمزّق مجتمعاتنا"، مشيداً بإجراءات لضبط الأسلحة أُقرّت في ولاية إيلينوي عقب الهجوم في هايلاند بارك.
أضاف بايدن "أحضّ الولايات الأخرى على أن تحذو حذو إيلينوي، وأواصل دعوة النواب الجمهوريين في الكونغرس للجلوس إلى الطاولة، لمناقشة إصلاحات منطقية وذات مغزى يدعمها الشعب الأمريكي".
كان بايدن قد دعا مراراً وتكراراً إلى حظر الأسلحة الهجومية، لكنه لا يملك الأصوات الكافية في الكونغرس للتغلب على المعارضة الجمهورية، والمرشحون الرئيسيون عن الحزب الجمهوري هم من المؤيدين الأقوياء لحيازة السلاح، ولن يدعموا محاولات تقييد قوانين حيازة الأسلحة النارية.
أدى تفاقم عمليات القتل الجماعي نتيجة أعمال العنف المسلح في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحديث عن أن هذا العام سيكون الأسوأ في البلاد، من حيث معدلات القتل الجماعي في التاريخ الحديث لأمريكا، وفق تقرير لصحيفة The Times البريطانية، نُشر الإثنين 3 يوليو/تموز 2023.