أعلن المدير العام لمديرية الإنترنت الوطنية في إسرائيل، غابي بورتنوي، عن نية إسرائيل إنشاء "قبة حديدية سيبرانية" تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وذلك بالشراكة مع المغرب والإمارات، قائلاً إن الهدف منها "توفير نهج شامل للدفاع الاستباقي في مجال الأمن السيبراني".
موقع "I24 News" الإسرائيلي، قال الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، إن تصريحات بورتنوي جاءت خلال حدث "الأسبوع السيبراني" الذي أقيم في جامعة تل أبيب، الذي ناقش "الأنشطة الإلكترونية الهجومية لإيران وحزب الله ضد إسرائيل وعدد من الدول الأخرى، من بينها المغرب".
أشار الموقع إلى أن المغرب وإسرائيل كانتا قد وقعتا اتفاقية تعاون في مجال الأمن السيبراني، تنص على إقامة "تعاون في البحث والتطوير ومجالات عملياتية في السايبر"، موضحاً أن هذه الاتفاقية تهدف إلى "تعزيز التعاون التشغيلي والبحث والتطوير، وتبادل المعلومات والمعرفة بين الجانبين في مجال الأمن السيبراني".
يأتي هذا فيما تعزز إسرائيل من استخدام "الذكاء الاصطناعي" لتطوير قدراتها العسكرية، والاستفادة من التكنولوجيا في العمليات الميدانية.
كان جيش الاحتلال كان قد أطلق في العام 2022، استراتيجية جديدة لدمج أسلحة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع الأفرع العسكرية، وهو التحول الاستراتيجي الأضخم منذ عقود.
وفي شهر يونيو/حزيران 2023 تفاخرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن الجيش يسعى إلى أن يصبح "قوة عظمى" في مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي عسكرياً، وفقاً لما ذكره موقع ميدل إيست آي البريطاني.
تنتج الآلة العسكرية الإسرائيلية حالياً مركبات عسكرية ذاتية القيادة والعمل، منها "عربة روبوت مسلحة بالكامل" توصف بأنها "منصة ذاتية وقاتلة تتعرف بنفسها على الأهداف وتقوم بتصفيتها".
هناك أيضاً غواصة ذاتية القيادة تعمل على "جمع المعلومات الاستخبارية" تطلق عليها إسرائيل "الحوت الأزرق"، ودخلت مرحلة التجارب، وتجرّب إسرائيل أسلحتها الفتاكة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتقوم بتقديم النتائج للمشترين المحتملين لتلك الأسلحة كأدلة على "نجاحها" في ساحة المعارك.
من جانبها، قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة، 30 يونيو/حزيران 2023، إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، يُطوِّر برمجية تجسس جديدة على الإنترنت لمحاربة ما أسماه "الإرهاب المحلي"، وهي التقنية التي أسماها رئيس الجهاز "قبة حديدية سيبرانية".
رونين بار، مدير جهاز "الشين بيت"، وهو المكافئ لجهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI5) ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، قال إنَّ الذكاء الاصطناعي ساعد الجهاز في تحديد "عدد كبير من التهديدات".
يعتقد بار أنَّ هذه التقنية يمكن أن تكون حاسمة في إنقاذ الأرواح؛ مثل منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي، والتي حمت إسرائيل من آلاف الصواريخ منذ استخدامها في 2011.
بار واعترافاً منه بالدور الرئيسي للتقنية سريعة الانتشار في المجال العام، حثّ على التعاون بين شركات التكنولوجيا الفائقة والأجهزة الحكومية؛ مثل جهازه "لضمان أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى التطور وليس إلى الثورة".
يُشار إلى أن تقدّم إسرائيل بمجال الذكاء الاصطناعي، يأتي بفضل ازدهار صناعات الحوسبة والروبوتات التي تعتمد على الموهوبين الذين يصقلون مهاراتهم في الجيش المتقدم تقنياً.