طلب زعيم مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، من الشعب الروسي، دعمه والوقوف إلى جانب قواته، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، وذلك مع استمرار المجموعة المسلحة في تجنيد المزيد من القوات في صفوفها للحرب بأوكرانيا، في تناقض واضح مع شروط الهدنة التي توصلت إليها "فاغنر" مع الكرملين، بعد تمردها على الجيش.
صحيفة The Financial Times البريطانية ذكرت، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، أن بريغوجين الملقب بـ"طباخ بوتين"، وفي ثاني حديث له عبر تطبيق "تليغرام" عقب إفشال تمرده، قال في رسالة: "نحن بحاجة إلى دعمكم أكثر من أي وقت مضى"، معرباً عن شكره للداعمين داخل روسيا.
سعت مجموعة المرتزقة بنشاط أيضاً، أمس الإثنين، لحشد مجندين للتدريب في منطقة كراسنودار جنوب روسيا، وفقاً لإعلانات المجموعة على تليغرام.
تأتي هذه التحركات على الرغم من الاتفاق، الذي كشف تفاصيله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي بموجبه يتعين على مقاتلي "فاغنر" الاختيار بين توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية من أجل السماح لها بالقتال، أو العودة إلى بيوتهم، أو اتباع بريغوجين إلى منفاه في بيلاروسيا.
أحد المجندين من "فاغنر"، قال إنَّ العديد من "فرص العمل" متاحة، بما في ذلك في وحدة العاصفة "المرموقة" التي تقاتل في "منطقة العملية العسكرية الخاصة". في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا.
أشار المجند إلى أنَّ التدريب سيستمر لمدة 3 أسابيع في قرية مولكينو بجنوب روسيا قبل الانتشار، وأوضح أنَّ أولئك الذين يريدون الانضمام إلى "فاغنر" طُلِب منهم حذف جميع حساباتهم على الشبكات الاجتماعية؛ لأنَّ عملية التوظيف "صارت أكثر تعقيداً"، وفقاً لما أوردته الصحيفة البريطانية.
كذلك ورداً على سؤال حول الخطوات التالية، قال المجند إنه لم يحدث أي اضطراب بعد محاولة التمرد: "لماذا تصدقون الأخبار؟ إذا كان هناك خطأ ما، فلن نجرِ هذه المحادثة الآن".
أضاف أنَّ المجندين الجدد سيوقعون عقداً مع "فاغنر"، وليس وزارة الدفاع الروسية. وقال: "لا علاقة لنا بهم. هل رأيت تصريحات يفغيني فيكتوروفيتش [بريغوجين]؟ لن نوقع أي عقود معهم".
وحرص بريغوجين على عدم تحدي الكرملين صراحةً في رسالته الصوتية، يوم الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، بينما دافع عن تمرده الذي يصفه بـ"مسيرة العدالة" نحو موسكو، الشهر الماضي، وقال إنها محاولة "لمحاربة الخونة وحشد مجتمعنا. قريباً ستشهدون انتصاراتنا القادمة في الصدارة".
كان الاتفاق الذي أنهى تمرد "فاغنر"، والذي لعبت فيه بيلاروسيا دور الوساطة، قد نصّ على انتقال بريغوجين إلى بيلاروسيا بعد تصاعد خلافه مع الجيش والكرملين، وقال الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، يوم 27 يونيو/حزيران 2023، إن "بيلاروسيا خصصت قاعدة مهجورة لنشر قوات فاغنر فيها".
في هذا الصدد، نشرت إحدى قنوات "تليغرام"، مساء الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، القريبة من مجموعة "فاغنر"، عدة صور لـ"بناء منشأة قاعدة فاغنر في أوسيبوفيتشي"، وهي بلدة تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب شرق مينسك، التي ظهرت فيها عدة صفوف من الخيام العسكرية مع أسرّة خشبية.
مع ذلك، لم تظهر أية أدلة أو تقارير حتى الآن على أي نقل جماعي لمقاتلي الميليشيات إلى بيلاروسيا.