أقرّ الجيش البريطاني بأنَّ جندياً مسلماً وقع ضحية "تحيز"، بعد تسوية قضية تمييز ديني بارزة، رُفِعَت بعد رفض زملائه الجنود السماح للمدعي بأداء شعائر شهر رمضان بشكل صحيح أثناء عمله في قبرص، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، 4 يوليو/تموز 2023.
وقال إبريما بايو، 39 عاماً، إنه حُرِم من الطعام الساخن الذي يُقدَم لزملائه الجنود عند الإفطار، وأُجبِر على توقيع تنازل يُلزِمه بقضاء وقت إضافي في صالة الألعاب الرياضية، بزعم أنَّ ذلك ضرورياً للتأكد من لياقته البدنية.
وأضاف بايو: "ما فهمته هو أنهم كانوا يحاولون كسر إرادتي. وكأنهم يقولون: لقد قلت إنك ستصوم، لكننا سنجعل الحياة صعبة عليك، وفي النهاية ستنهار وتنكسر وتتوقف".
ووصف الجندي السابق تعرضه للسخرية والمضايقة من زملائه عند الخروج لأداء صلاة الجمعة خلال الشهر الكريم. وأوضح: "عندما نرتدي ملابس المسجد، كان الناس ينادوننا بألفاظ مسيئة، ويحاولون السخرية منّا، ويقولون ما الذي لديك تحتها، لماذا جيوبك ممتلئة؟".
وتعرض الجندي للتمييز في عام 2017، عندما كان في قبرص مع الفيلق اللوجستي الملكي؛ مما دفعه في النهاية إلى ترك الجيش، على الرغم من أنها وظيفة كان يطمح إليها منذ صغره.
وزارة الدفاع اضطرت للاعتذار
ورفضت وزارة الدفاع شكوى بايو، واستغرق الأمر من الجندي السابق 5 سنوات ونصف للحصول على اعتذار وتعويض. ولم يحدث ذلك إلا في شهر مارس/آذار بعد صدور حكم يقضي بإمكانية النظر في قضية بايو أمام محكمة توظيف عامة.
وقال الجيش إنه "يعتذر عن التحيز ضد الإسلام، سواء المتعمَّد أو غير المتعمد داخل الوحدة، وعن سلوك سلسلة القيادة غير الحساس تجاه الثقافات". وأضاف أنَّ بايو كان جندياً "ممتازاً" وتلقى تعويضاً لم يُكشَف عن قيمته.
وتذكر بايو أنه اختير للخضوع لفحص الهوية عند عودته من صلاة الجمعة خارج القاعدة في فندق Ledra Palace في نيقوسيا "بينما سُمِح للجنود الآخرين بالمرور سريعاً". وقال إنَّ الجنود المسيحيين كانت تُوفَّر لهم سيارة لحضور صلوات الكنيسة أيام الأحد.
وأعرب الجندي المخضرم عن اعتقاده بأنَّ "الجيش البريطاني يتسم بالعنصرية المؤسسية"، ويرجع ذلك جزئياً إلى ما حدث والطريقة التي تعامل بها مع شكواه منذ البداية، ثم طعن وزارة الدفاع عليها لفترة طويلة.
وقالت إيما نورتون، محامية الجندي من مركز العدالة العسكرية، الذي يعمل بدعم من لجنة المساواة وحقوق الإنسان، إنها تعتقد أنَّ بايو لم يكن ليقدم دعوى تمييز لو انخرط الجيش انخراطاً بناءً عندما اشتكى لأول مرة في خريف 2017.
وأردفت: "بدلاً من ذلك، رفضوا شكواه تماماً، مما اضطره إلى الاستئناف، ثم حاولوا لسنوات من خلال محاميهم شطب القضية من المحكمة".