شددت رئيسة البنك المركزي التركي، حفيظة غايا أركان، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، على أنهم بصدد إجراء تغييرات "جذرية" في السياسة النقدية، لافتة إلى أن الأولوية هي محاربة التضخم، حسبما نقلت وسائل إعلام تركية.
وقالت أركان إن البنك المركزي في إطار سياسته الجديدة لن يقوم ببيع احتياطات (من العملات الأجنبية) لضبط سعر الصرف.
تزامنت تصريحات أركان التي قالتها خلال اجتماع مع المصرفيين في تركيا، وفق الإعلام التركي، مع ما نشره البنك المركزي، الإثنين، حول أن البلاد ستواصل التحول في سياستها النقدية حتى تتحسن توقعات التضخم بشكل كبير.
سياسة التشديد النقدي
وفي 22 يونيو/حزيران الماضي، أعلن البنك المركزي التركي عن رفع سعر الفائدة 650 نقطة أساس، ليبلغ 15%، وذلك لأول مرة منذ عام 2021، بعد أن اعتمدت تركيا سياسة مالية تعتمد على خفض الفائدة.
وقال البنك المركزي آنذاك، إنه "سيدعم سياسة التشديد النقدي تدريجياً عند الضرورة، وبالحد اللازم، حتى تحقيق تحسن كبير في توقعات التضخم".
ويعد رفع الفائدة أول قرار تتخذه حفيظة أركان، المحافظة الجديدة للبنك المركزي التركي، والتي من المتوقع أن تقود تحولاً في السياسات المالية والنقدية المتبعة في البلاد تحت إشراف وزير المالية الجديد محمد شيمشك.
وخلال العامين الماضيين اعتمدت تركيا سياسة مالية تقوم على خفض سعر الفائدة، بعد أن وعد الرئيس رجب طيب أردوغان بالنزول بها إلى خانة الآحاد نهاية العام الماضي.
وثبّت مصرف تركيا المركزي سعر الفائدة عند 8.5% منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، حين أنهى سلسلة التخفيضات من 10.5% إلى 8.5%.
وبعد مرور ما يزيد على شهر على إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان، تتبنى البلاد سياسة اقتصادية أكثر تقليدية بعد قرارات بخفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم.
وقال البنك المركزي التركي، إن هذا التحول في السياسة النقدية بعد دورة تيسير نقدي استمرت عامين هو "الخطوة الأولى في عملية لكبح التضخم".
واقترب التضخم السنوي من 40% في مايو/أيار الماضي، بعد أن لامس أعلى مستوى في 24 عاماً تجاوز 85% في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2022).
زيارة مرتقبة لأردوغان إلى الإمارات
على صعيد آخر، كشف وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك، الإثنين، أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيجري زيارة للإمارات بعد أسبوعين، سيوقع خلالها على اتفاقيات ثنائية شاملة.
جاء ذلك في تصريح صحفي عقب اجتماع الحكومة التركية برئاسة أردوغان مساء الإثنين، تعليقاً على الزيارة التي أجراها رفقة جودت يلماز، نائب الرئيس، قبل أسبوعين للإمارات.
وأوضح شيمشك أن التنسيق يجري من خلال وزارته، مشيراً إلى أنهم قطعوا شوطاً طويلاً في العمل الفني الخاص بالاتفاقيات، وأضاف: "سنكمل العمل في الأسبوعين المقبلين، ومن المحتمل أن يقوم رئيسنا بزيارة الإمارات بعد ذلك".
وتابع: "من الناحية الفنية أحرزنا تقدماً كبيراً، ومن المحتمل أن يكون هناك اتفاق إطاري شامل"، وذكر شيمشك أن زيارة الإمارات كانت مثمرة للغاية، حيث التقى الوفد التركي رئيسَ الدولة (محمد بن زايد آل نهيان) ونائبه (منصور بن زايد).
وأشار إلى استمرار الوفود التركية والإماراتية في العمل مع بعضها البعض طيلة فترة عطلة عيد الأضحى، لافتاً إلى أن وفوداً كبيرة من الإمارات ستصل إلى تركيا الأسبوع المقبل. وأضاف: "مع اكتمال الأعمال سيتم رسم إطار عمل زيارة الرئيس أردوغان للإمارات".