قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، إن القيادة الفلسطينية قررت وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع إسرائيل، واستمرار وقف التنسيق الأمني معها، رداً على العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية.
أضاف أبو ردينة في بيان ألقاه عقب اجتماع للقيادة برئاسة الرئيس محمود عباس، بمدينة رام الله، أن التفاهمات الأخيرة مع إسرائيل والتي تمت خلال اجتماعات بمدينتي العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية، "لم تعد قائمة".
وفي وقت سابقٍ الإثنين، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفرض عقوبات على إسرائيل، وذلك في كلمة خلال اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله؛ لبحث العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين.
والإثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه عملية عسكرية يستخدم فيها طائرات مروحية ومسيَّرات وقوات برية، وأن من بين أهدافها غرفة العمليات المشتركة للفصائل ومسلحين فلسطينيين، مشيراً إلى إصابة جندي واعتقال 15 فلسطينياً في العملية.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب 50 في عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ فجر الإثنين، في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية.
"قرارات" بشأن العدوان على جنين
وقال عباس: "نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية لشعبنا، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال"، كما وجَّه دعوة للأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ؛ لبحث المخاطر.
أضاف: "أدعو أبناء شعبنا إلى الصمود والثبات، وأدعو الجميع لوحدة الصف والدفاع عن الأرض والمقدسات".
ولفت عباس إلى أنه وجَّه الحكومة والأجهزة الأمنية بـ"توفير كل ما يلزم لمدينة جنين ومخيمها؛ لتعزيز صمود المواطنين"، مشيراً إلى أن "القيادة ستتخذ الليلة قرارات بشأن العدوان الإسرائيلي على جنين".
من جانبه، قال البيت الأبيض إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تراقب من كثبٍ الوضع في الضفة الغربية، مضيفاً: "ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة (حركتي) حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين… والجماعات الإرهابية"، على حد تعبيره.
إدانات عربية للعدوان على جنين
بدورها، أدانت عدة دول عربيةٍ العدوان الإسرائيلي على جنين، بحسب بيانات صدرت عن كل من الأردن ومصر وقطر والإمارات.
حيث دعا الأردن في بيان لمتحدث وزارة الخارجية، إلى تحرك دولي "فوري"؛ لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، محذّراً من عواقب التصعيد.
البيان ذكر أن الأردن يدين "التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخره العدوان على مدينة جنين صباح اليوم (الإثنين)". وأفاد بأن الخارجية الأردنية حذرت من استمرار "دوامة العنف"، ودعت المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
في السياق، أدانت مصر، الإثنين، "الاعتداء" الإسرائيلي، مطالبةً بـ"تدخُّل الأطراف الدولية الفاعلة لوضع حد لتلك الانتهاكات".
جاء ذلك في بيان صادر عن الخارجية المصرية، حيث أكدت الوزارة "رفض مصر الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين في استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات تكرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، واعتبرته حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات الاحتلال المستمرة وجرائمه المروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وحذرت الوزارة في بيان لها، من تلاشي فرص السلام واتساع دائرة العنف بسبب التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما شددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني.
كما أدانت الإمارات في بيان للخارجية، بشدةٍ، "الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين الفلسطينية ومخيّمها من خلال القصف الجوي وإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى".
وشددت الوزارة على "ضرورة الوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وحثت السلطاتِ الإسرائيلية على عدم اتخاذ خطوات تُفاقم التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتؤدي إلى تدهور الأوضاع وتوسيع دائرة العنف، وعلى الالتزام بأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن".