أعلنت إيران، الأحد 2 يوليو/تموز 2023، رفضها إرسال سفيرها المعين حديثاً إلى السويد حجة الله فغاني، بعد انتهاء فترة المبعوث السابق، على خلفية تدنيس القرآن الكريم من قبل أحد المتطرفين في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تغريدة عبر تويتر، إن "عملية إرسال السفير الجديد إلى السويد قد توقفت على خلفية إصدار الحكومة السويدية تصريحاً بتدنيس القرآن الكريم".
وأضاف عبد اللهيان أنه أجرى مباحثات مع السفير المعين حديثاً في السويد، حجة الله فغاني بهذا الخصوص، وأن المبعوث قدم أيضاً تقريراً حول ولايته الدبلوماسية.
جاء الإعلان بعد أن نقلت وكالة (إرنا) الرسمية عن مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية (لم تسمّه) قوله إن "طهران لا تنوي إرسال مبعوث جديد إلى الدولة الإسكندنافية".
وأكد المصدر: "رغم استكمال الإجراءات الإدارية الخاصة بإرسال السفير الإيراني الجديد إلى السويد، إلا أن وزارة الخارجية ترفض حالياً اتخاذ هذه الخطوة على خلفية حرق المصحف هناك".
استنكار "التعاون الإسلامي"
يأتي ذلك فيما دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ "تدابير جماعية" ضد تكرار تدنيس المصحف، وذلك قبيل انعقاد اجتماع طارئ لها في جدة ظهر الأحد؛ لبحث حرق نسخة من المصحف في السويد.
المنظمة قالت إن "تدنيس المصحف والإساءة للنبي ليسا حوادث إسلاموفوبيا عادية"، وشددت على "ضرورة تطبيق القانون الدولي لحظر الكراهية الدينية"، داعيةً إلى اتخاذ "تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف والإساءة للنبي (محمد صلى الله عليه وسلم)".
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، قال: "للأسف، في اليوم الأول من تلك المناسبة الميمونة، عندما كان جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم يحتفلون، تم ارتكاب عمل حقير من تدنيس المصحف الشريف خارج المسجد المركزي في ستوكهولم، عاصمة السويد"، مشيراً إلى أن الاجتماع يأتي لمناقشة الرد المناسب على ذلك الإجراء.
أكد طه أيضاً، الحاجة إلى "إرسال تذكير مستمر إلى المجتمع الدولي بشأن التطبيق العاجل للقانون الدولي، الذي يحظر بوضوحٍ أي دعوة إلى الكراهية الدينية"، وفقاً لما أورده الموقع الرسمي للمنظمة.
كان السويدي من أصل عراقي سلوان موميكا (37 عاماً)، قد أحرق يوم الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بتنظيم الاحتجاج بموجب قرار قضائي.
أثار إحراق نسخة من المصحف موجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي، وقرر المغرب استدعاء سفيره لدى السويد إلى أجل غير مسمى؛ رداً على حرق المصحف.
كذلك استدعت الكويت والأردن والإمارات والعراق سفراء السويد لديها؛ احتجاجاً على السماح بحرق المصحف الشريف.
أثارت الحادثة أيضاً رفضاً أمريكياً، كما أكد الاتحاد الأوروبي أن إحراق أي كتاب مقدس يعتبر "استفزازاً علنياً وعملاً وقحاً"، وذلك في بيان، السبت 1 يوليو/تموز 2023.
أشار بيان الاتحاد الأوروبي إلى أن التكتل يؤيد معارضة وزارة الخارجية السويدية بشدةٍ إحراق نسخة من المصحف، وقال: "لا يعكس الفعل بأي حال من الأحوال وجهات نظر الاتحاد الأوروبي، وحرق المصحف أو أي كتاب مقدس عمل عدائي وفيه قلة احترام واستفزاز علني، ولا يوجد مكان في أوروبا للعنصرية وكراهية الأجانب وما يتعلق بذلك من تعصب".
هذه ليست الواقعة الأولى في السويد حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/كانون الثاني 2023، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة.