أمر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، 30 يونيو/حزيران 2023، بتعزيز حدود بلاده مع بيلاروسيا، بعد أن استضافت قوات فاغنر، فيما قال الجيش الأمريكي إن هجوم كييف المضاد بطيء جداً، وسيكون صعباً ودموياً وطويلاً للغاية. وقال زيلينسكي، في تسجيل فيديو بثّ على تليغرام، إنّه "بناء على قرار هيئة الأركان العامة، صدرت أوامر لكل من القائد العام، فاليري زالوجني، والجنرال سيرغي ناييف، بتعزيز القيادة الشمالية بهدف ضمان السلام" على الحدود الأوكرانية-البيلاروسية.
أوضح الرئيس الأوكراني أنه اطّلع، الجمعة، على الوضع في بيلاروسيا من قبل أجهزة الاستخبارات الأوكرانية والأجنبية، وكذلك من قبل حرس الحدود. وكان زيلينسكي تحدّث في رسالة سابقة عن "تدابير لتعزيز هذه المنطقة"، من دون أن يحدّد ماهيتها بالتفصيل.
استنفار في أوكرانيا بسبب قوات فاغنر
بعد تمرّده الفاشل في روسيا قبل أسبوع، وافق بريغوجين على الذهاب إلى المنفى في بيلاروسيا بموجب اتّفاق بوساطة من الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، حليف موسكو. وبموجب هذا الاتفاق، يحق لمقاتلي "فاغنر" الذهاب إلى بيلاروسيا، أو الالتحاق بالجيش الروسي النظامي، أو العودة إلى الحياة المدنية، في حين يتعيّن على "فاغنر" تسليم أسلحتها الثقيلة لوزارة الدفاع الروسية.
من جهته، قال لوكاشينكو إنّ بإمكان جيش بلاده أن يستفيد من "خبرة" قادة فاغنر، مع تقليله في الوقت نفسه من أهمية الأنشطة التي سيُسمح للمجموعة بالقيام بها في بيلاروسيا.
في شأن متصل، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية، مارك ميلي، إن الهجوم الأوكراني المضاد يتقدم بشكل بطيء، وسيكون صعباً وطويلاً ودموياً للغاية. وأضاف أن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية "يسير بأبطأ مما توقعه الناس"، لكنه يحرز تقدماً مطرداً.
وأوضح ميلي، في كلمة بنادي الصحافة الوطني، أن الهجوم "يسير بأبطأ مما توقعه الناس. هذا لا يفاجئني. إنه يتقدم بثبات وبشكل مدروس، ويمضي في طريقه عبر حقول ألغام شديدة الصعوبة، وما إلى ذلك".
وبخصوص الدعم العسكري، قال ميلي إن "تقديم القنابل العنقودية لأوكرانيا مطروح، ولم يُتخذ قرار بشأنه حتى الآن". وأضاف "قادتنا السياسيون أكدوا أننا سنعمل على ضمان حصول أوكرانيا على الدعم الذي تحتاجه لتظل حرة ومستقلة".
تقدم أوكراني في جميع الاتجاهات
في سياق متصل، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، الجمعة، إن القوات الأوكرانية تتقدم في جميع اتجاهات الهجوم المضاد الذي يستهدف القوات الروسية المحتلة.
ومنذ بدء الهجوم المضاد، قالت أوكرانيا إنها استعادت السيطرة على مجموعات من القرى في الجنوب الشرقي، رغم أن روسيا لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي.
وصرّحت ماليار للتلفزيون الأوكراني "إذا تحدثنا عن خطوط المواجهة كلها، في الشرق والجنوب، فإننا نأخذ بزمام المبادرة الاستراتيجية، ونتقدم في جميع الاتجاهات".
ولم يتسنَّ لرويترز التحقق من الوضع في ساحة المعركة. ولم تعترف روسيا، التي بدأت غزوها الشامل في فبراير/ شباط 2022، بالمكاسب الأوكرانية، وقالت إن الجيش الأوكراني يتكبد خسائر فادحة.
وأشارت ماليار إلى أن القوات الأوكرانية تتحرك "بثقة" حول مدينة باخموت الشرقية المدمرة، والتي تسيطر عليها القوات الروسية، وأن القتال الرئيسي يدور حول المدينة. وأضافت أن قوات كييف في الجنوب تحقق بعض النجاح.
وقالت "في الجنوب، نتحرك بنجاح متفاوت، هناك أيام نسيطر فيه على مسافة تزيد على كيلومتر، وأحياناً أقل من كيلومتر، وأحياناً تصل إلى كيلومترين". وأشارت إلى أن جدوى الهجوم المضاد يجب تقييمه في ضوء "الكثير من المهام العسكرية المختلفة" وليس فقط من خلال التقدم وتحرير المناطق.
وأردفت "لذلك، يجري تنفيذ كل هذه المهام، والجيش وحده هو القادر على تقييم ذلك بشكل صحيح ودقيق، ووفقاً لتقديره، فإن كل شيء يسير وفقاً للخطة".
في سياق متصل، يقول الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم المضاد يسير بوتيرة أبطأ من المطلوب، لكن كييف لن تندفع في تسريع العمليات. وتحدث المسؤولون الأوكرانيون أيضاً عن أن "الجزء الرئيسي" للهجوم المضاد لم يبدأ بعد، وأن كييف لم ترسل بعد قواتها الاحتياطية الرئيسية للقتال.