أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الجمعة 30 يونيو/حزيران 2023، عن توقيف ألف شخص متوسط أعمارهم 17 عاماً، خلال الاحتجاجات الواسعة التي أعقبت مقتل الشاب "نائل" من أصول جزائرية برصاص الشرطة، وذلك في وقت قال فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه سيتم نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على أعمال الشغب.
جاء تصريح دارمانان خلال مشاركته في برنامج على قناة تلفزيونية فرنسية، وقال إنهم يبذلون ما بوسعهم للحيلولة دون حدوث "ليلة عنف" أخرى، وأوضح أنه سيتم نشر 45 ألفاً من أفراد الشرطة والدرك ليلة الجمعة في عموم البلاد لحفظ الأمن.
لفت دارمانان إلى توقيف ألف شخص خلال الأحداث التي شهدتها البلاد، متوسط أعمارهم 17 عاماً، وذكر أن أطفالاً يبلغون من العمر 13 عاماً بين الموقوفين، مضيفاً أن "917 شخصاً تم توقيفهم خلال أحداث أمس، لافتاً إلى أن شخصين تعرضا للضرب في مرسيليا، بعد أن تبين أنهما من الشرطة".
دارمانان شدد على ضرورة استعادة النظام، وقال إنه لم يأمر الشرطة بنزع سلاحها، في حين ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، "بالاستغلال غير المقبول" لمقتل الشاب نائل (17 عاماً) على يد الشرطة بالعاصمة باريس.
ماكرون أعلن في كلمة ألقاها خلال اجتماع أزمة لحكومته، عن نشر تعزيزات إضافية للسيطرة على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وفقاً لما أورده موقع "فرانس 24".
رحب ماكرون بالاستجابة "السريعة والمناسبة" للشرطة، وأعلن أن وزارة الداخلية ستنشر "موارد إضافية"، وقال إنه "تم اتخاذ القرار بإلغاء العديد من الاحتفالات والتجمعات في الدوائر الأكثر حساسية".
كان مكتب الادعاء العام في فرنسا قد أفاد بأن الشاب "نائل" كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء الماضي، عندما أوقفته دورية للشرطة.
مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها، ما أسفر عن مقتل الشاب.
أثار قتل الشرطة للشاب غضباً واسعاً في فرنسا، واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، مثل مارسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل وباريس.
يأتي هذا فيما يخضع رجل الشرطة، الذي قال الادعاء العام إنه اعترف بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب القاصر، لتحقيق رسمي بتهمة القتل العمد، وهو محبوس احتياطياً الآن.
محامي الشرطي، لوران فرانك لينار، قال في تصريح لقناة (بي.إف.إم) التلفزيونية، إن موكله صوّب على ساق السائق، لكنه ارتطم بشيء عندما أقلعت السيارة، ما جعله يصوب النار على صدر الشاب، وفق زعمه، وأردف قائلاً "بكل تأكيد (رجل الشرطة) لم يرغب في قتل السائق".
أعادت الاضطرابات للأذهان أعمال الشغب التي وقعت عام 2005 وهزت فرنسا لمدة 3 أسابيع، وأجبرت حينها الرئيس جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ، بعد وفاة شابين صعقاً بالكهرباء في محطة كهرباء فرعية أثناء اختبائهما من الشرطة.