للمرة الثانية بعد تمرد مجموعة فاغنر "الفاشل" ظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حدث عام لطمأنة مواطنيه، حيث حضر، الخميس 29 يونيو/حزيران 2023، منتدى هيئة المبادرات الاستراتيجية، وتفقد معرضاً للمفاهيم الحائزة على الجوائز في مجال العلامات التجارية الوطنية الجديدة التي ستعوض المنتجات الغربية.
في منشور على تيليغرام، شاركت وكالة الأنباء مقطع فيديو لبوتين وهو يستخدم شاشة تفاعلية تعمل باللمس من شركة NexTouch. إذ حمل بوتين قلماً في يده وبدأ يرسم وجهاً بشرياً غريباً بجلدٍ متعرج الخطوط، وثلاث خصلات شعر، وأذنين عملاقتين، ثم وقع باسمه أسفل تحفته الفنية، وفق ما ذكره موقع Business Insider الأمريكي الجمعة 30 يونيو/حزيران.
الشخصية التي رسمها بوتين تشبه إلى حد كبير شخصية (فاتنيك) "Vatnek"، وهو تحقير سياسي مستخدم في روسيا ودول ما بعد الاتحاد السوفييتي الأخرى للمدافعين عن توجهات الحكومة الروسية، ونشأ استخدام الكلمة والوجه من ميم على الإنترنت نشره أنطون تشادسكي لأول مرة في عام 2011.
يشير معناها إلى الرسوم الكاريكاتورية التي تصور شخصية مصنوعة من مادة صوفية قطنية مبطنة وتحمل عينا سوداء ، والتي تُستخدم في التقليل من شأن شخص ما باعتباره رجلاً وطنياً أعمى وغير ذكي يدافع عن الآراء التقليدية المقدمة من الحكومة الروسية، ووسائل الإعلام التابعة لها.
تحركات بوتين بعد تمرد فاغنر
فيما جاء ظهور بوتين، الخميس، بعد يومٍ واحد من بث التلفزيون الرسمي الروسي للقاء الرئيس بـ"مئات الأشخاص" في دربند بداغستان.
الموقع الأمريكي قال: "لا شك أن سلوك بوتين الودود على نحو غير مألوف -مصافحة المدنيين والتقاط الصور معهم- يمثل تناقضاً واضحاً مع الفوضى التي عصفت بموسكو في يوم السبت". ويبدو أن بوتين يحاول تحسين صورته في أعقاب الانتفاضة المسلحة لمجموعة فاغنر.
إذ ظهر الرئيس الروسي في مناسبتين عامتين خلال الأسبوع، بعد بضعة أيام من تدبير مرتزقة فاغنر لثورة مسلحة ضد وزارة الدفاع في البلاد، وذلك تحت قيادة حليف بوتين السابق يفغيني بريغوجين.
يبدو أن الظهور العلني المفرط والمفاجئ للرئيس الروسي يمثل جزءاً من محاولةٍ استراتيجية روسية للتظاهر أن كل الأمور بخير. ويأتي هذا بالتزامن مع خوض روسيا لحرب خاسرة في أوكرانيا، ومحاولتها إدارة الاضطراب الأهلي الأخير على أراضيها.
حيث تقدم الآلاف من مرتزقة فاغنر صوب العاصمة موسكو في يوم السبت، 24 يونيو/حزيران، قبل أن يغير بريغوجين وجهة قواته في نهاية المطاف قائلاً إنه يريد تجنب سفك الدماء. وقد وافق الكرملين على إسقاط التهم الجنائية الموجهة إليه في مقابل نفيه إلى بيلاروسيا المجاورة؛ لكن تفاصيل اتفاقية السلام الهشة لا تزال غير واضحة.