قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023، إن نتائج تحقيق أولية أظهرت أن منطاد التجسس الصيني، الذي عبر فوق الولايات المتحدة، مطلع العام 2023، والذي أسقطته أمريكا، استخدم تكنولوجيا أمريكية ساعدته على جمع معلومات سمعية وبصرية.
الصحيفة نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن تحليلاً أجرته عدة وكالات دفاعية ومخابراتية أمريكية، خلص إلى أن المنطاد كانت على متنه أجهزة أمريكية متاحة بالأسواق، إلى جانب مجسات صينية متخصصة ومعدات أخرى لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو وجمع معلومات أخرى ونقلها إلى الصين.
أضاف التقرير أن النتائج تؤيد وجهة النظر القائلة بأن المنطاد كان يهدف إلى التجسس، لا مراقبة الأحوال الجوية كما زعمت الصين.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن المنطاد لم يرسل إلى الصين أي بيانات فيما يبدو من رحلته التي استمرت ثمانية أيام، وعبر فيها فوق ألاسكا وكندا وبعض الولايات الحدودية الأمريكية الأخرى.
من جانبها، ذكرت وكالة رويترز أن البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) لم يجيبا على طلبات للتعقيب حتى الآن.
كانت أمريكا قد أعلنت، في فبراير/شباط 2023، أنها أسقطت المنطاد الذي حلق فوق مواقع عسكرية حساسة، ما أثار أزمة دبلوماسية بين واشنطن وبكين.
كانت شبكة NBCNews الأمريكية، قد قالت في أبريل/نيسان 2023، نقلاً عن مسؤولَيْن أمريكيين كبيرين حاليين ومسؤول كبير سابق، إن المنطاد الصيني الذي حلَّق فوق الولايات المتحدة جمع معلومات مخابراتية عن عدة مواقع عسكرية أمريكية حساسة، رغم جهود إدارة الرئيس جو بايدن لمنعه من ذلك.
كان للمنطاد آلية تدمير ذاتي كان من الممكن أن يتم تفعيلها عن بُعد من قِبل بكين، لكن المسؤولين قالوا إنه ليس من الواضح ما إذا كان ذلك لم يحدث بسبب تعطل الآلية، أو لأن الصين قررت عدم تشغيلها.
في المقابل، أعربت بكين عن استيائها "الشديد" إزاء إسقاط الولايات المتحدة منطاداً لها، حيث قالت وزارة الخارجية في بيان عقب الحادثة: "تعرب الصين عن استيائها الشديد، وتحتج على استخدام الولايات المتحدة القوة لمهاجمة منطادنا المدني".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، 20 يونيو/حزيران 2023، إن الرئيس الصيني تشي جين بينغ شعر بالحرج الشديد عندما أُسقط المنطاد الصيني فوق الولايات المتحدة، وأضاف في كلمة له بحفل لجمع تبرعات في كاليفورنيا، إن "السبب الذي جعل شي جين بينغ منزعجاً للغاية، عندما أسقطت ذلك المنطاد بما عليه من معدات تجسس، هو أنه لم يكن يعلم أنه كان موجوداً هناك".
أضاف بايدن أن "هذا مصدر إحراج كبير للديكتاتوريين، عندما لا يعرفون ما يحدث، لم يكن من المفترض أن يذهب هذا (المنطاد) إلى هناك، لقد خرج عن المسار".
يُشار إلى أن تقريراً استخباراتياً أمريكياً خلص إلى أن منطاد تجسس صينياً حلَّق "فوق ولايتي هاواي وفلوريدا"، أثناء "طوافه حول العالم" عام 2019، أي قبل 4 سنوات من حادثة منطاد التجسس الصيني الذي أسقطه الجيش الأمريكي، في فبراير/شباط 2023.