نقلت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023، عن مصدر في المخابرات العسكرية الأوكرانية قوله إن الهدف الأصلي لتمرد مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة بقيادة يفغيني بريغوجين كان القبض على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، في بلدة روستوف أون دون.
الصحيفة أشارت إلى أن تسريباً خرج من مجموعة "فاغنر"، ونبه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إلى خطط بريغوجين، ما أجبر "فاغنر" على التصرف في وقت أقرب مما هو مخطط له، وتغيير طموحاتها.
في هذا الصدد قال الجنرال فيكتور زولوتوف، قائد الحرس الوطني الروسي لوسائل الإعلام، يوم الثلاثاء 27 يونيو/حزيران 2023، إنَّ موسكو تلقت تحذيراً مسبقاً من أشخاص ضمن "معسكر التمرد".
زولوتوف أشار إلى أنهم تلقوا تحذيرات محددة من داخل معسكر بريغوجين، حول استعدادات لتمرد سيبدأ بين 22 و25 يونيو/حزيران 2023.
في حين أوضح ضابط المخابرات الأوكراني أنه بعدما أفلت شويغو وغيراسيموف من الوقوع في الأسر، "صحح" فاغنر خطته، وتقدم نحو موسكو في تصعيد بديل لجلب بوتين إلى طاولة المفاوضات.
أضاف الضابط الذي نقلت عنه الصحيفة البريطانية أنَّ تحرك المرتزقة السريع نحو العاصمة أجبر بوتين على الموافقة على الشروط التي طرحها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي استُعين به بعد رفض بوتين التحدث إلى بريغوجين.
المصدر الاستخباراتي الأوكراني أشار إلى أن "لوكاشينكو لا يريد فاغنر في بيلاروسيا، لكنها خدمة قدمها لبوتين"، مضيفاً: "أراد بريغوجين التحدث إلى رئيس الدولة، لكن بوتين لم يُرِد التحدث معه؛ لذلك صار لوكاشينكو البديل المتاح".
كان مسؤولون من المخابرات الغربية قد قالوا لصحيفة The Wall Street Journal إنهم علموا أيضاً بالمؤامرة مقدماً، من خلال تحليل اعتراض الاتصالات وصور الأقمار الصناعية، وأضافوا أنَّ السهولة التي استولت بها "فاغنر" على مدينة روستوف، وهي مركز عسكري روسي مهم، تشير إلى أنَّ ضباطاً من الجيش النظامي كانوا متواطئين في الخطة الأصلية.
كذلك قالت المصادر الغربية إنَّ بريغوجين كان يُخزّن الذخيرة والمدفعية والعربات المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة لأيام، قبل أن ينفذ تحركه نحو مدينة روستوف أون دون، معتقداً أنَّ قطاعات من الجيش النظامي الروسي ستنضم إلى قواته.
بدورهم، قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة The New York Times، إنَّ تخزين الذخيرة دفع بريغوجين إلى إبلاغ بعض كبار الضباط الروس بخططه، بما في ذلك الجنرال سيرغي سوروفيكين، الذي وجه نداءً عاماً إلى فاغنر للانسحاب يوم الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023.
أضافوا أنَّ هناك دلائل على أنَّ جنرالات روساً آخرين ربما أيدوا محاولة بريغوجين لاستبدال القيادة العسكرية للدولة بالقوة.
نفى الكرملين فيما بعد أنَّ الجنرال سوروفيكين كان على علم بالهجوم مقدماً، وكانت الطائرات التي تحت قيادته للقوات الروسية النظامية الوحيدة التي تهاجم أعمدة "فاغنر" أثناء تحركها نحو موسكو.
كان بريغوجين قد نفذ السبت 24 يونيو/حزيران 2023 ما اعتبرته روسيا "تمرداً مسلحاً" على الجيش، عبر دخول قوات فاغنر مدينة روستوف، قبل التوجه إلى مدينتي فورونيغ وليبيتسك، لكنه أعلن مساء اليوم ذاته سحب مقاتليه إلى معسكراتهم "تجنباً لسفك الدماء الروسية" بناء على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
اشتعل تمرد "فاغنر" بعدما اتهم زعيمها بريغوجين الجيش الروسي بقصف قواته من الخلف في أوكرانيا، وهو ما نفاه الجيش، وكان بريغوجين قد دأب منذ أشهر على اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بمنع الذخيرة عن مقاتليه والتضحية بهم، كما تحدث عن ممارسات ترقى إلى الخيانة.