نفت الرئاسة الروسية (الكرملين)، الأربعاء، 28 يونيو/حزيران 2023، صحة ما أورده تقرير أمريكي حول أن قائداً عسكرياً روسياً كبيراً كان على علم مسبق بالتمرد المسلح، مشيرة إلى أن ظهور "الكثير من التكهنات" بعد التمرد الفاشل لمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة "ليس أمراً غريباً".
جاء ذلك خلال رد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على سؤال بشأن تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، ونقلت فيه عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجنرال سيرجي سوروفيكين، نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا كان على علم مسبق بالتمرد قبل وقوعه في مطلع الأسبوع.
تكهنات وشائعات
وقال بيسكوف "سيكون هناك الكثير من التكهنات والشائعات وما إلى ذلك حول هذه الأحداث. أعتقد أن هذا (ما تضمنه التقرير مجرد) نموذج".
وكثيراً ما أشاد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر بسوروفيكين، الذي لم يظهر علناً منذ يوم السبت 24 يونيو/حزيران، عندما دعا إلى وقف التمرد.
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز، أفادت في تقرير لها، الثلاثاء، 27 يونيو/حزيران، أن الجنرال سوروفيكين، كان على علم مسبق بأن بريغوجين يخطط للتمرد على مسؤولي الدفاع الروس.
حيث نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، اطلعوا على معلومات المخابرات الأمريكية في هذا الأمر، وقالت إن المسؤولين "كانوا يحاولون معرفة ما إذا كان الجنرال سيرجي سوروفيكين، القائد الروسي الأعلى السابق في أوكرانيا، قد ساعد في التخطيط لتحركات بريغوجين في مطلع الأسبوع".
وسافر بريغوجين إلى المنفى في روسيا البيضاء، الثلاثاء، بموجب اتفاق أنهى تمرداً قصيراً قام به مقاتلو فاغنر في مطلع الأسبوع، وأشاد الرئيس فلاديمير بوتين بالقوات المسلحة لتجنبها حرباً أهلية.
دعم بريغوجين
كما نقلت نيويورك تايمز عن المسؤولين الأمريكيين قولهم أيضاً إن هناك دلائل على أن قادة عسكريين روساً آخرين ربما دعموا بريغوجين.
كُلف سوروفيكين بتولي المسؤولية الكاملة عن العمليات في أوكرانيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. لكن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو كلف في يناير/كانون الثاني رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف بالإشراف على الحملة، على أن يكون سوروفيكين نائباً له.
قبل التمرد، هاجم بريغوجين كلاً من شويجو وجيراسيموف، وحمّلهما مسؤولية إخفاقات الحرب في أوكرانيا وعدم دعم الجيش لمقاتلي فاغنر.
بينما دعا سوروفيكين مجموعة فاغنر إلى عدم معارضة القيادة العسكرية، والعودة إلى قواعدها قبل أن يقود بريغوجين مقاتليه فيما يسمى "مسيرة من أجل العدالة".
يُشار إلى أنه فجر السبت، 24 يونيو/حزيران، أعلن مؤسس "فاغنر" يفغيني بريغوجين، دخول قواته مدينة "روستوف نا دون" الحدودية مع أوكرانيا، قبل التوجه إلى مدينة فورونيغ، ثم مدينة ليبيتسك التي تبعد نحو 510 كم عن العاصمة موسكو، ما اعتبره جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "تمرداً مسلحاً".
واستمر "التمرد" نحو يوم واحد فقط، حيث أعلن بريغوجين مساء السبت، سحب مقاتليه إلى معسكراتهم "تجنباً لسفك الدماء الروسية"، بناءً على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.