أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023، مقتل طيارين روس خلال التمرد الذي شنته مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية للمرتزقة، ليؤكد بذلك تقارير سابقة لمدونين عسكريين، قالوا أثناء التمرد إن عدة طائرات للجيش أسقطها مقاتلو "فاغنر" التي يتزعمها يفغيني بريغوجين.
جاء هذا التأكيد في أول خطاب علني لبوتين حول تمرد "فاغنر" على الجيش الروسي، وقال بوتين إن "شجاعة وتضحية الطيارين الأبطال الذين سقطوا أنقذت روسيا من عواقب مأساوية مدمرة".
لم ترد أي معلومات رسمية عن عدد الطيارين الذين لقوا حتفهم أو عدد الطائرات التي أسقطت، لكن بعض القنوات التي تراقب النشاط العسكري الروسي على تطبيق "تليغرام"، ومنها مدونة ريبار التي تضم أكثر من مليون مشترك، قالت يوم السبت 24 يونيو/حزيران 2023 إن 13 طياراً روسياً قتلوا خلال التمرد الذي استمر طوال اليوم.
كان مقاتلو فاغنر قد سيطروا السبت الماضي على مدينة روستوف جنوب البلاد ومقر القيادة العسكرية بها الذي يوجه الحملة في أوكرانيا، ثم قادوا قافلة مسلحة كانت على بعد 200 كيلومتر من موسكو قبل إجهاض تمردهم.
بوتين قال إنه تعمد السماح باستمرار تمرد يوم السبت، طالما يجنب ذلك إراقة الدماء، وألقى على "فاغنر" بالمسؤولية عن الوفيات، ودون ذكر اسم زعيم "فاغنر" بريغوجين في خطابه، قال بوتين إن مقاتلي "فاغنر الذين قرروا عدم توقيع عقود مع الجيش بموجب أمر من وزارة الدفاع يمكنهم إما الانتقال إلى روسيا البيضاء أو ببساطة العودة إلى عائلاتهم".
إلا أن أحد كبار المشرعين الروس دعا إلى معاقبة مقاتلي "فاغنر"، إذ قال النائب ليونيد سلوتسكي الذي شارك في مفاوضات بشأن حملة موسكو في أوكرانيا،: "أعتقد أن التسامح ينبغي ألا ينطبق على أولئك المتمردين الذين قتلوا الطيارين"، وأضاف: "يجب تقديمهم للعدالة وتوقيع أقسى العقوبات عليهم".
في سياق متصل، قالت وكالات الأنباء الثلاث الرئيسية في روسيا، وصحيفة "كوميرسانت"، الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023، نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها، إن هناك قضية جنائية لا تزال مفتوحة، ويخضع فيها بريغوجين، للتحقيق بتهمة التمرد الذي أعلنه ضد الجيش الروسي.
كان الكرملين قد أشار إلى أنه بموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، تم نزع فتيل الأزمة في وقت متأخر من يوم السبت الماضي، وقال الكرملين إنه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجين ونقله إلى بيلاروسيا، كما قال الكرملين إن مقاتلي "فاغنر" سيعودون إلى المعسكرات ولن يواجهوا أي إجراء قانوني.
مع ذلك قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن القضية الجنائية لا تزال مفتوحة وإن جهاز الأمن الاتحادي يواصل التحقيق في القضية، ونقلت عن مصدر لم تكشف عنه قوله إن الوقت لم يكن كافياً لإغلاق القضية.
كان النائب الروسي أندريه غوروليوف، أحد داعمي الكرملين البارزين، قد قال، يوم الأحد 25 يونيو/حزيران 2023، إنه "لا يوجد خيار" إلا إعدام بريغوجين وشخصية بارزة أخرى من "فاغنر".
يُذكر أن التصعيد الأخير بين "فاغنر" والجيش الروسي تفجّر بعدما اتهم بريغوجين الجيش بأنه قصف قواته في أوكرانيا، وكان بريغوجين قد دأب منذ أشهر على اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بمنع الذخيرة عن مقاتليه والتضحية بهم، كما تحدث عن ممارسات ترقى إلى الخيانة.