بوتين يكرم قواته التي تصدت لتمرد حليفه السابق بريغوجين.. وصفها بـ”المدافعين الحقيقيين” عن البلاد

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/27 الساعة 11:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/27 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين / رويترز

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الطيارين الذين لقوا حتفهم أثناء التمرد المسلح الذي شنته قوات فاغنر قبل أيام، "قاموا بواجبهم بشرف"، وأوضح أن بلاده لم تضطر لاستدعاء الوحدات القتالية المشاركة بحرب أوكرانيا لصد التمرد

تصريحات بوتين جاءت في كلمة له، الثلاثاء 27 يونيو/حزيران 2023، في مراسم تكريم العسكريين ورجال الأمن الذين ساهموا في إحباط التمرد، وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم" الحكومية.

وأشار بوتين إلى أن "الإجراءات السريعة والفعالة من جانب قوات الأمن منعت وقوع إصابات في صفوف المدنيين"، مشيداً بأن "الجيش والشعب لم يكونوا من المتمردين".

وأضاف أن من وصفهم بالمدافعين الحقيقيين في الأوقات الصعبة "وقفوا في طريق الاضطرابات التي كان من الممكن أن تؤدي إلى الفوضى".

وخاطب الرئيس الروسي القوات الأمنية قائلاً: "إن تصميمكم وشجاعتكم في تعزيز تماسك المجتمع كان لهما دور حاسم في إحباط التمرد ومنع وقوع إصابات بين المدنيين".

كان من اللافت حضور وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خطاب بوتين، كما كان حاضراً الاجتماع الأمني الذي عقده الرئيس الروسي، مساء الإثنين، مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية.

بوتين يجتمع مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية/رويترز
بوتين يجتمع مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية/رويترز

وطيلة الشهور القليلة الماضية برز خلاف حاد بين قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، ووزير الدفاع شويغو، بشأن نقص الذخيرة بيد مقاتلي فاغنر وعدم إمدادهم بالدعم اللازم لمواصلة قتالهم في أوكرانيا، بحسب بريغوجين.

"خانوا الوطن والشعب"

والإثنين، وصف بوتين في كلمة له التمرد الذي شنته فاغنر بأنه "انقلاب مسلح"، مشيراً إلى أن "هناك من قاموا بأعمال إجرامية كانت ستؤدي إلى تقسيم المجتمع.. ومنظمو الانقلاب خانوا الوطن والشعب".

وأضاف أن "الانقلاب المسلح كنا سنقضي عليه في كل الأحوال"، دون أن يشير بوتين في خطابه بشكل مباشر، إلى رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، الذي قاد التمرد.

وقال بوتين: "كانت هناك عمليات ابتزاز ومحاولات لترتيب اضطرابات داخلية، ولكن كان محكوماً عليها بالفشل"، معتبراً أن "أعداء روسيا أرادوا خنق البلاد في نزاع مدني دموي لكنهم أخطأوا في الحسابات".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين / رويترز
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين / رويترز

وأشار إلى أن "سفك الدماء بين الإخوة هو كل ما كان يريده النازيون في كييف؛ وذلك حتى تفشل روسيا في مسارها"، وأضاف: "أمن الدولة والشرطة وقفا إلى جانب المجتمع، والطيارون الذين سقطوا حافظوا على مصالح روسيا".

من جانب آخر، وصف بوتين عناصر فاغنر بأنهم "كانوا وطنيين وحرروا أراضي تابعة للوطن"، واستدرك بالقول إن "أحدهم حاول استخدامهم في عملية ظلامية".

3 خيارات أمام مقاتلي فاغنر

وقال بوتين إنه سيفي بوعده بالسماح لمقاتلي فاغنر بالانتقال إلى روسيا البيضاء إذا أرادوا ذلك أو توقيع عقود مع وزارة الدفاع أو العودة إلى عائلاتهم.

كما شكر بوتين جنود وقيادات فاغنر؛ "لاتخاذهم قرار عدم الذهاب لسفك الدماء، ولديهم اليوم فرصة للتعاقد مع وزارة الدفاع".

يشار إلى أنه فجر السبت 24 يونيو/حزيران، أعلن مؤسس "فاغنر" يفغيني بريغوجين، دخول قواته مدينة "روستوف نا دون" الحدودية مع أوكرانيا، قبل التوجه إلى مدينة فورونيغ، ثم مدينة ليبيتسك التي تبعد نحو 510 كم عن العاصمة موسكو، ما اعتبره جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "تمرداً مسلحاً". 

واستمر "التمرد" نحو يوم واحد فقط، حيث أعلن بريغوجين مساء السبت، سحب مقاتليه إلى معسكراتهم "تجنباً لسفك الدماء الروسية"، بناءً على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.​​​​​​​

فاغنر تسلم معداتها للجيش

واليوم الثلاثاء، أعلنت الدفاع الروسية أن مقاتلي مجموعة "فاغنر" يستعدون لتسليم معداتهم الثقيلة إلى وحدات الجيش الروسي، في وقت أعلن فيه جهاز الأمن الاتحادي الروسي إسقاط التهم الجنائية المتعلقة بالتمرد الذي نفذته المجموعة ضد الجيش الروسي. 

الوزارة الروسية قالت في بيان إن "الاستعدادات جارية لتسليم المعدات العسكرية الثقيلة الخاصة بشركة فاغنر العسكرية، إلى وحدات القوات المسلحة الروسية التي تشارك في العملية العسكرية الخاصة"، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم". 

في موازاة ذلك، أفادت وكالات أنباء روسية، الثلاثاء 27 يونيو/حزيران 2023، بأن جهاز الأمن الاتحادي أسقط التهم الجنائية الموجهة لمقاتلي مجموعة "فاغنر" بسبب تمردهم المسلح الذي شنوه في مطلع الأسبوع ولم يدم طويلاً.

واشتعل تمرد "فاغنر" بعدما اتهم زعيمها بريغوجين الجيشَ الروسي بقصف قواته من الخلف في أوكرانيا، وهو ما نفاه الجيش، وكان بريغوجين قد دأب منذ أشهر على اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بمنع الذخيرة عن مقاتليه والتضحية بهم، كما تحدث عن ممارسات ترقى إلى الخيانة.

تحميل المزيد