بين الفزع و”السيلفي”.. كيف تفاعل سكان موسكو مع كمائن التفتيش إثر تحركات قوات “طباخ بوتين”؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/25 الساعة 07:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/25 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
انتشار الجيش الروسي في العاصمة موسكو/ رويترز

لم يعبأ معظم الناس في العاصمة الروسية كثيراً بالرسائل التي نشرها يفغيني بريغوزين، زعيم مجموعة فاغنر، على تطبيق تليغرام، الجمعة 24 يونيو/حزيران. لكنهم ما إن استيقظوا في صباح اليوم التالي، إلا ووجدوا مدينتهم كأنها مدينة مختلفة تقع في بلد آخر، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأحد 25 يونيو/حزيران 2023.

لأول مرة منذ أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعبئة الجزئية للقوات في سبتمبر/أيلول، صار معظم الناس فجأة يتحدثون عن الحرب. واشتد ذعر بعضهم لتعطُّل شبكة الإنترنت، وما اعترضهم من مشكلات عند ماكينات الصراف الآلي.

حيث قالت امرأة عند أحد البنوك: "ذهبت لأسحب ألفي روبل خشيةَ أن تنفد النقود من ماكينة الصراف الآلي"، "فأخرجت لي المبلغ بأوراق نقدية من فئة المئات".

تأهب أمني بسبب مجموعة فاغنر

في نحو الساعة الرابعة من فجر السبت 24 يونيو/حزيران، ظهرت كمائن التفتيش الأولى التي أقامها ضباط الشرطة حول موسكو. وبحلول الساعة التاسعة صباحاً، انتشر الجنود بسلاحهم، وأُغلقت بعض مداخل المدينة بشاحنات الكاماز الروسية، ولم يُترك سوى مسارين فقط لتسيير الحركة المرورية. ووضعت شاحنات البلدية، ومعها شاحنات من مناطق أخرى، عند مدخل العاصمة.

أما على طريق كالوغا السريع عند مدخل موسكو، فقد بنى الجيش متاريس دفاعية بأكياس الرمل، وأقام الجنود مطبخاً ميدانياً على مقربة منهم تحسباً لوصول مجموعة فاغنر.

حيث قال سائق سيارة أجرة، يُدعى زوراب (42 عاماً)، حين رأى مقاتلات فاغنر تتقدم نحو موسكو، "سوف يطلقون النار"، "لكن لا تخافوا، فالخوف لن يخفف عنا الأمر على أي حال".

قبل إعلان الهدنة مساء السبت 24 يونيو/حزيران، صرَّح سيرغي سوبيانين، عمدة موسكو، بأن الإثنين 26 يونيو/حزيران "يوم عطلة"، وأعلن في بيان على تليغرام عن تفعيل "نظام لمكافحة الإرهاب" في العاصمة.

تضمنت التدابير صلاحيات تقييد حركة الأشخاص ووسائل النقل؛ ومراقبة الاتصالات؛ وتفتيش المشاة والمركبات؛ وإجلاء السكان قسراً، إن استدعت الحاجة كذلك. 

بينما أظهرت الصور المنشورة على قنوات تليغرام المحلية والتي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC بعد ذلك، إخراج الناس في موسكو من المتاحف، مثل متحف "غاليري تريتياكوف الوطني"، ومن مراكز التسوق بسبب تهديدات مجموعة فاغنر.

فيما ذكرت وكالة RIA Novosti الحكومية أن السلطات ألغت جميع الفعاليات الجماعية والمفتوحة في منطقة موسكو حتى 1 يوليو/تموز. وأوردت مصادر أن أسعار تذاكر الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى يريفان -عاصمة أرمينيا، وإحدى الدول القليلة التي يمكن للروس دخولها بدون تأشيرة- وصلت إلى 200 ألف روبل (2365 دولاراً أمريكياً)، ثم نفدت بالكامل بعد ذلك. 

كانت آخر مرة ارتفعت فيها أسعار التذاكر إلى هذا الحد حين أعلن بوتين التعبئة الجزئية للجيش في سبتمبر/أيلول الماضي. وفي غضون ذلك، أعلن إدغارز رينكوفيس، وزير الخارجية لاتفيا، تعليق دخول القادمين من روسيا إلى البلاد؛ للتعامل مع "الأحداث الجارية" هناك.

إغلاق أشهر ميادين موسكو

كما أغلقت سلطات موسكو "الميدان الأحمر" أمام الجمهور، وتزايد الحضور الأمني على مرأى من الناس في جميع أنحاء المدينة. ومع ذلك، فقد واصلت الحياة في معظم أنحاء موسكو سيرها المعتاد، وأخذ بعض الناس يلتقطون صور السيلفي أمام الميدان المحاصر.

أُعلن كذلك عن تأجيل فعاليات يوم التخرج لطلاب المدارس في جميع أنحاء البلاد، ومنها العاصمة موسكو. وكان من المقرر الاحتفال بـ"يوم الشباب" يوم الثلاثاء 27 يونيو/حزيران، وتُقام حفلات التخرج بالغالب يوم السبت الأخير من شهر يونيو/حزيران.

في غضون ذلك، سخر كثير من الناس من الموقف الذي بدا بعيداً عن التصور قبل يوم واحد فقط، فامتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بالـ"ميمات" المازحة.

لكن بعض سكان موسكو لم يستقبلوا الأمر بالرضا ولا الضحك، فقال شاب عند محطة مترو جنوبي المدينة: "تصوروا ما سيحدث لو خسر جنودنا السيطرة على الأراضي المحتلة [في أوكرانيا] بسبب هجوم فاغنر؟"، "وماذا سنفعل لو أعلنوا عن تعبئة [جديدة]؟"، فكان أن ساد الارتباك  وحلَّ الوجوم على وجوه الناس من حوله.

تحميل المزيد