قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس 22 يونيو/حزيران 2023، إن شركاء مصر في التنمية يجب أن يبدوا تفهمهم للضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها بلاده في الوقت الذي تواصل فيه تنفيذ خطط التنمية وتحاول التصدي لعبء الديون المتزايدة.
وقال السيسي في قمة للتمويل بباريس، إن "برامج الطاقة المتجددة أو معالجة المياه أو تحسين شبكة الطرق واستخدام وسائل النقل الكهربائية.. هذا برنامج كلفنا أموالاً ضخمة جداً".
وأضاف أنه يجري تنفيذ خطة لإدارة الديون، لكن مصر ودولاً أخرى أصبحت "نتيجة الظروف التي حدثت خلال السنوات الثلاث الماضية" تحتاج إلى "تفهم من جانب شركائنا في التنمية"، في إشارة إلى الفترة التي عانت فيها مصر من صدمات وباء كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا.
ودعا السيسي إلى "إصلاح الهيكل المالي العالمي لتعزيز تمويل التنمية المستدامة بما يتضمن إعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي وتعليق أو إلغاء الرسوم الإضافية للصندوق وقت الأزمات".
ودعا الرئيس المصري كذلك إلى مزيد من مقايضات الديون، قائلاً إن قمة باريس سلطت الأضواء على أهمية اتخاذ قرارات دولية سريعة تمنع اندلاع أزمة ديون كبيرة.
وتواجه مصر مهمة صعبة على نحو متزايد في ما يتعلق بجمع السيولة اللازمة لسداد الديون الخارجية بعد أن تضاعف الاقتراض الخارجي أربع مرات خلال السنوات الثماني الماضية.
تحدي السيسي لصندوق النقد
وصدرت تصريحات عن الرئيس المصري لمّح فيها إلى رفضه مسألة تعويم الجنيه مجدداً أو تخفيض سعره، استجابةً لشروط صندوق النقد الدولي، والتي قوبلت بقلق كبير في الأسواق المالية.
حيث أسهمت عودة الغموض بشأن التزام مصر بشروط صندوق النقد في تعميق تراجع السندات الدولية المصرية، التي هبطت 4% خلال جلستي الخميس والجمعة الماضيين، وأكملت التراجع هذا الأسبوع، لتصل خسائرها منذ بداية العام إلى 20%.
واستبعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إجراء مزيد من خفض قيمة العملة في أي وقت قريب، في تصريحات أدلى بها أمام مؤتمر للشباب الأسبوع الماضي، قائلاً إن مثل هذه الخطوة قد تضر بالأمن القومي، وتضر بالمواطنين المصريين، حيث أشار إلى أنها قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الخبز والطاقة.
تصريحات السيسي كانت هي المرة الأولى التي يردّ فيها بشكل مباشر على الضغوط التي تتعرض لها بلاده من صندوق النقد الدولي، من أجل "مرونة أكبر لسعر الصرف"، دون أن يذكر اسم "صندوق النقد الدولي" في حديثه، لكن الإشارة كانت واضحة، وردّ عليه الحضور قائلين إننا نفهم مَن تقصد.
ردّ صندوق النقد الدولي على تصريحات السيسي، إذ قالت المديرة العامة للصندوق كريستالينا جورجيفا، إن المؤسسة الدولية تخوض نقاشات جيدة جداً مع السلطات المصرية التي تتخذ الخطوات المناسبة.
وأضافت: "هناك خطوات كثيرة صائبة أقدمت مصر على تنفيذها، لكنها بحاجة إلى تقييم البيئة العالمية المتغيرة، وتحديد طريقة تسمح لها بتعزيز تنافسية اقتصادها"، بحسب جورجيفا.
وقالت مديرة الصندوق إن التعاون مع القاهرة سيجعل الرئيس المصري يتخذ القرار الصائب لصالح البلاد.
وشددت على أن صندوق النقد الدولي منفتح للغاية على استمرار المناقشات مع السلطات المصرية. وأضافت جورجيفا: "إنني أكنُّ احتراماً كبيراً للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأثق بأنه من خلال العمل معاً يمكنه اتخاذ القرارات الصحيحة للبلاد".