اختارت إيطاليا أحد نجوم هوليوود؛ راسل كرو والمشهور بدوره في فيلم المصارع Gladiator، على رأس جهود روما لاستضافة إكسبو 2030، وسط منافسة قوية تخوضها مع الرياض بدعم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
بحسب صحيفة The Times البريطانية الخميس 22 يونيو/ حزيران 2023، فقد قال الممثل النيوزيلندي المَولِد، في كلمة أمام 179 مندوباً وطنياً في اجتماع لجنة اختيار مضيف إكسبو في باريس، هذا الأسبوع: "روما ليست عاصمة إيطاليا فحسب، بل هي إحدى أعظم عواصم العالم، وهي مكان للجميع ومدينة دائماً ما فتحت ذراعيها للبشرية جمعاء".
وفي إعادة صياغة لجملته الشهيرة التي قال فيها: "عند إشارتي أطلق العنان للجحيم" ضمن أحداث فيلم المصارع لعام 2000؛ اختتم كرو كلمته قائلاً: "عند إشارتي، أطلق العنان للإنسانية".
على الجانب الآخر، اختار الأمير محمد بن سلمان نهجاً أكثر قرباً وشخصية؛ إذ عقد اجتماعاً خاصاً مع ديمتري كيركنتزيس، أمين عام لجنة إكسبو، خلال حفل أقامته المملكة العربية السعودية في باريس للترويج لملف استضافتها الخاص.
وتُعد جلسة اللجنة في العاصمة الفرنسية هي آخر مرة يجتمع فيها المندوبون قبل التصويت في نوفمبر/تشرين الثاني، وتعتبر الرياض المرشح المُفضَّل تليها روما، ثم بوسان في كوريا الجنوبية بعد تصويت المندوبين على استبعاد مدينة أوديسا.
وكان فرانشيسكو روكا، حاكم منطقة لاتسيو التي تضم روما، في حالة قتالية عندما انضم إلى الوفد الإيطالي في باريس، مدعياً: "بالنسبة لنا، الحقوق المدنية أساسية. إيطاليا بلد منفتح ومُرحِب ونحن نبني معركتنا على هذه الحجة".
كان من الواضح أنَّ روكا يلمح في هذا التصريح إلى سجل المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك مزاعم أنَّ الأمير أمر بقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.
وتذمر المسؤولون الإيطاليون سراً بشأن المبالغ الهائلة التي يعتقدون أنَّ الرياض تنفقها للترويج لملف استضافتها المعرض.
ومنذ استهل معرض لندن الكبير في عام 1851 العصر الحديث للمعارض العالمية، تطورت هذه المعارض إلى أحداث مدتها ستة أشهر، تُقام كل خمس سنوات، وتعمل خلالها الدول على تعبئة أجنحتها بأفضل عروضها الثقافية والتكنولوجية.
وعقب استضافة دبي الحدث في عام 2020، من المقرر أن يأتي دور أوساكا في عام 2025. وتطلعاً لنجاح معرض ميلانو 2015، الذي ساعد في إنعاش مكانة المدينة الإيطالية، تخطط روما لإنشاء خط مترو جديد إلى موقع إكسبو في ضواحيها إذا فازت. وقد سعت أيضاً إلى التودد للمندوبين الزائرين في أبريل/نيسان بعرض مذهل للطائرات المُسيَّرة فوق الكولوسيوم؛ حيث كان المصارعون يقاتلون حتى الموت قديماً.
وفي هذا السياق، قالت جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية وأحد مواطني روما، في كلمة أمام مندوبين لجنة أكسبو في باريس: "روما هي أول مدينة كبرى في التاريخ وتعيش من خلال تجديد نفسها باستمرار".
ويأمل سكان روما أن تُستخدَم الأموال التي ستضخها الدولة في المدينة لتحسين عملية جمع القمامة الرديئة، وصيانة الحافلات لتعود للعمل ووضع عدد قليل من سيارات الأجرة في الشوارع قبل أن يتحول الانتباه إلى الأجنحة عالية التقنية.
ومع ذلك، لم يكن لدى كرو أي شك في أنَّ روما يمكنها فعل ذلك، ووصف المدينة بأنها "أعجوبة لأي زائر وواحدة من جواهر الكرة الأرضية".