قال خفر السواحل اليوناني، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023، إن السلطات حبست تسعة متهمين في أسوأ حادث غرق قارب مهاجرين في البحر المتوسط هذا العام، والذي أودى بحياة 82 شخصاً، وذلك تمهيداً لمحاكمتهم، فيما تعهَّد الاتحاد الأوروبي بتوفير المزيد من الأموال واتخاذ المزيد من الخطوات لمواجهة أزمة الهجرة.
إذ تخضع اليونان لتدقيق متزايد بشأن طريقة تعاملها مع غرق قارب مهاجرين بين يومي 12 و13 يونيو/حزيران. ولا تزال تنفذ عملية بحث في البحر، على الرغم من أن فرص العثور على مزيد من الناجين تكاد تكون معدومة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
غرق قارب مهاجرين الذي تراوح طوله بين 20 و30 متراً قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليونان في بقعة من بين أعمق بقاع البحر المتوسط، في رحلة بدأت من ليبيا وكان من المفترض أن تنتهي في إيطاليا.
غرق قارب مهاجرين يقل 700 شخص
فيما يُعتقد أن القارب كان يقلّ ما يصل إلى 700 مهاجر من مصر وسوريا وباكستان. لكن لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم فحسب. وانتشلت قوات خفر السواحل ثلاث جثث أخرى يوم الإثنين، بعد ستة أيام من الكارثة، وانتشلت جثة واحدة الثلاثاء، لترتفع الحصيلة إلى 82 قتيلاً. ويُخشى أن يكون المئات قد لقوا حتفهم.
بينما مثل الأشخاص المشتبه في ضلوعهم في التهريب، وجميعهم من مصر وتتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، أمام النيابة العامة اليونانية الثلاثاء للرد على تهم تشمل القتل غير العمد، وتأسيس منظمة إجرامية، وتهريب مهاجرين، والتسبب في غرق قارب.
إذ قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية اليونانية إنهم نفوا جميعاً ارتكاب أي مخالفات. وقال محامي أحد المتهمين يوم الإثنين 19 يونيو/حزيران، إن موكله ليس مهرباً، وإنما ضحية السعي إلى حياة أفضل في أوروبا ودفع أموالاً مقابل نقله إلى إيطاليا.
يُعتقد أن القارب العتيق غادر مصر ثم أقلّ مهاجرين من مدينة طبرق الساحلية الليبية في العاشر من يونيو/حزيران قبل الإبحار إلى إيطاليا. وقالت السلطات اليونانية إن الناجين أخبروهم بأن كل واحد منهم دفع 4500 دولار مقابل الرحلة.
فيما أخطرت إيطاليا اليونان في 12 يونيو/حزيران بوجود القارب في منطقة خاضعة لاختصاصها القضائي من أجل القيام بعمليات البحث والإنقاذ. واقتربت سفن تجارية من القارب وتابعته قوات خفر السواحل اليونانية عدة ساعات قبل انقلابه وغرقه.
ملابسات الحادث غير واضحة
لكن الملابسات الدقيقة لغرق قارب مهاجرين على الرغم من وجود خفر السواحل ما زالت غير واضحة. وجاء في تقرير لصحيفة كاثيميريني اليونانية أن الناجين الذين استدعتهم أثينا للحصول على شهادات إضافية مطلع هذا الأسبوع، قالوا لأول مرة إن خفر السواحل حاول سحب قاربهم.
كما قالت السلطات اليونانية إن القارب رفض مراراً المساعدة اليونانية؛ لأنه يريد الذهاب إلى إيطاليا. ورفضت السلطات روايات انقلاب القارب بعد أن حاول خفر السواحل قطره.
في بروكسل، قرر الاتحاد الأوروبي تخصيص 15 مليار يورو من ميزانيته بين عامي 2024 و2027 لتعزيز سياسات الهجرة.
حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الأموال ستستخدم، من بين أمور أخرى، لتعزيز الشراكات مع دول أخرى وتقديم المساعدة للاجئين بالشرق الأوسط والاستجابة للأزمات الإنسانية. وأضافت فون دير لاين عندما سُئلت عن غرب قارب مهاجرين"ما حدث مروّع، وتحركنا أصبح أكثر إلحاحاً".