ناقشت الدول المشاركة في اجتماع أستانا، وهي روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري، التقدم المحرز لإعداد خارطة طريق بشأن مشاورات تطبيع العلاقات التركية السورية، فيما أكدت أنقرة "ضرورة تهيئة الظروف اللازمة داخل سوريا من أجل ضمان العودة الآمنة والطوعية والمشرّفة للسوريين".
جاء ذلك بحسب البيان الختامي المشترك الصادر الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023، في نهاية اجتماع أستانا بنسخته العشرين، في عاصمة كازاخستان، والذي استمر يومين.
حيث جددت الدول الضامنة لمباحثات أستانا (تركيا وروسيا وإيران) التزامها بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، كما أعرب البيان عن القلق إزاء الحالة الإنسانية التي تفاقمت بشكل أكبر في سوريا عقب الزلزال الذي ضرب شمال البلاد في 6 فبراير/شباط 2023.
وأشار البيان إلى "الأجواء البناءة" السائدة خلال الاجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء خارجية الأطراف الأربعة، مؤكداً أهمية مواصلة الجهود في إطار الترتيبات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات الرباعية على مستوى وزارات الدفاع والخارجية وأجهزة الاستخبارات في سبيل تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري.
واتفق الأطراف، بحسب البيان، على أهمية "تهيئة الظروف المناسبة من أجل عودة آمنة ومشرفة وطوعية للاجئين السوريين، وإحياء العملية السياسية، وعدم عرقلة المساعدات الإنسانية".
كما أكد البيان ضرورة "مواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب بشتى أشكاله، ومحاربة الأجندات الانفصالية التي تهدد سيادة ووحدة أراضي سوريا وتهدد الأمن القومي للدول المجاورة لسوريا".
وأشار إلى إدانة الأطراف للهجمات التي شنتها التنظيمات الإرهابية وأذرعها في مختلف المناطق السورية، وتأكيد ضرورة تنفيذ جميع اللوائح المتعلقة بالشمال السوري تنفيذاً كاملاً.
وجددت الدول الأربع تأكيد أن الصراع السوري لن يتم حله بالعمل العسكري، وأنه يجب الالتزام بدفع العملية السياسية الدائمة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مشيرة إلى أهمية دور اللجنة الدستورية السورية، وضرورة توفير جميع الشروط اللازمة لعمل اللجنة دون عوائق.
ورحبت الدول بقرار دمشق السماح باستخدام معبري "باب السلامة" و"الراعي" الحدوديين مع تركيا لغاية 13 أغسطس/آب المقبل، لتمكين المؤسسات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من زلزال 6 فبراير/شباط.
"النسخة الأخيرة"
في سياق متصل، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن صيغة أستانا ستتواصل لحل الأزمة السورية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بعد الجلسة الرئيسية لمحادثات أستانا حول سوريا، والتي عقدت للمرة العشرين في العاصمة الكازاخية.
ووصف لافرنتييف قرار كازاخستان بشأن محادثات أستانا حول سوريا بأنه "غير متوقع"، مشيراً إلى الاستمرارية في العمل لحل الأزمة السورية، لكنهم سيبحثون فقط عن مكان جديد لإجراء المحادثات المقبلة.
وفي وقت سابقٍ الأربعاء، اقترح نائب وزير خارجية كازاخستان، كانات توميش، على الدول الضامنة -تركيا وروسيا وإيران- الإعلان رسمياً أن محادثات أستانا العشرين حول سوريا هي الجولة الأخيرة في المسار.
وأشار توميش إلى أن 18 جولة من بين 20 جولة من محادثات أستانا، التي بدأت في يناير/كانون الثاني 2017، عُقدت بالعاصمة الكازاخية.
وأكد أن "المحادثات في كازاخستان ضمنت إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا، ووقف نزيف الدماء بين الأطراف المتنازعة وبالتالي منع سقوط العديد من الأرواح، وبذلك يكون المسار قد حقق أهدافه الأساسية".