قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 19 يونيو/حزيران 2023، إن المصريين التسعة المتهمين بالتهريب والقتل في ما يتعلق بغرق قارب المهاجرين قبالة السواحل اليونانية، أجبروا طالبي اللجوء على البقاء في ثلاجات القارب، فضلاً عن ضربهم آخرين والإساءة إليهم، وذلك حسبما زعم الناجون.
الاتهامات التي وُثقت مساء الأحد 18 يونيو/حزيران عن طريق ما لا يقل عن 4 من أصل 104 ناجين من الغرق، تضيف إلى الاتهامات الجنائية التي يواجهها المهربون المشتبه بهم. وعلمت صحيفة The Times من مسؤولين قضائيين في مدينة كالاماتا، أن أحد قضاة التحقيقات أجّل جلسة استماع لمدة 24 ساعة.
تفاصيل مروعة واجهها مهاجرون في قارب اليونان
زعمت نسخ الشهادات الجديدة المسربة إلى وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، أن تسعة مشتبه بهم مصريين تتراوح أعمارهم بين 20 عاماً و40 عاماً "عذبوا" عديداً من المهاجرين خلال رحلتهم المنكوبة من طبرق في ليبيا إلى إيطاليا.
وقد ورد في إحدى الشهادات: "كانوا لا يعطوننا الطعام إلا إذا أعطيناهم المال. اعتدوا علينا وضربونا، وحبسوا النساء والأطفال تحت سطح المركب. وكدَّسوا الأشخاص في جميع أنحاء القارب، بل حتى أجبروهم على المكوث داخل ثلاجات السفينة".
أنكر جميع المصريين التسعة الاتهامات، وادعوا أنهم لم يتورطوا في تنظيم أية عملية غير قانونية لنقل المهاجرين.
وفي الليل، ألقت الشرطة الباكستانية القبض على 13 شخصاً من تجار البشر المشتبه في ارتباطهم بغرق القارب.
ولا تزال قوارب ومروحيات خفر السواحل اليوناني تمشط موقع غرق القارب حتى اليوم الإثنين 19 يونيو/حزيران، لكن السلطات أشارت إلى تبدد آمال العثور على مزيد من الناجين.
بحسب عديد من الشهادات المسربة إلى وسائل الإعلام اليونانية، اتهم الناجون المهربين بضربهم والإساءة إليهم خلال رحلتهم المنكوبة، فضلاً عن حرمانهم من الطعام والشراب إلا إذا دفعوا مزيداً من المال. وقال الأطباء الذين عالجوا الناجين إنهم علموا أن نحو 500 ممن كانوا على القارب باكستانيون.
باكستان تعتقل متهمين بتهريب مهاجرين في قارب اليونان
من جهة أخرى قال المسؤولون الباكستانيون إن 12 شخصاً اعتُقلوا في منطقة كشمير التي تخضع لإدارة باكستان، والتي ينحدر منها غالبية الضحايا، واعتُقل كذلك شخصٌ من مدينة كجرات الباكستانية، التي طالما كانت نقطة انطلاق للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا.
وفيما زعم بعض الناجين أن خفر السواحل اليوناني كان له دور في غرق القارب، قال آخرون إن عدداً كبيراً من النساء والأطفال غرقوا داخل مقصورة الشحن.
وأنكرت السلطات اليونانية أن تكون تحركاتها أسهمت في فقدان الأرواح، لكن روايتهم المتعلقة بمراقبة القارب "بمسار ثابت وسرعة ثابتة" بعد مغادرته ليبيا وتوجهه نحو إيطاليا، كانت محل تشكيك من جانب مواقع تعقُّب السفن.