تظهر نتائج البحث على شبكة الإنترنت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يعد الشخصية الأشهر في روسيا، إذ تراجع لصالح حليفه زعيم مجموعة "فاغنر" للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، حيث بحث المواطنون عن معلومات عنه بوتيرة تساوي ضعف عدد عمليات البحث عن بوتين نفسه، خلال شهر مايو/أيار 2023.
مجلة Newsweek الأمريكية نقلت الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، عن وكالة أنباء Verstka الروسية المستقلة، قولها إن الروس بحثوا عن معلومات بشأن الرجل الملقب بـ"طباخ بوتين" أكثر من الرئيس بوتين بمراحل، وذلك أثناء ارتفاع حدة الخلاف العلني بين بريغوجين ووزارة الدفاع الشهر الماضي.
البحث الذي أجرته Verstka في مؤشرات جوجل Google Trends، أظهر أن الروس بدأوا البحث عن بريغوجين بوتيرةٍ أكبر في مطلع مايو/أيار 2023، وبلغ الاهتمام بقطب الأعمال الروسي ذروته بحلول نهاية الشهر.
كما بلغت شعبية رئيس "فاغنر" مستوى الـ100 نقطة (أعلى مؤشر ممكن) خلال الفترة ما بين 28 مايو/أيار و3 يونيو/حزيران 2023، بينما استقرت شعبية بوتين عند 28 نقطة فقط.
كذلك كشفت بيانات موقع Yandex Wordstat أن الروس بحثوا عن عبارة "طباخ بوتين" 744.000 مرة خلال شهر مايو/أيار 2023، ليكسروا الرقم القياسي السابق المسجل عند 498.000 مرة في يناير/كانون الثاني 2023.
بينما وصل إجمالي عمليات البحث عن عبارة "فلاديمير بوتين" إلى 305.000 عملية بحث فقط، أي أقل بـ2.4 ضعف من عمليات البحث عن "يفغيني بريغوجين"، وفقاً لوكالة الأنباء.
تعليقاً على تلك النتائج، كتب مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون هيراشينكو، على تويتر: "أدى صراع بريغوجين مع وزارة الدفاع الروسية إلى زيادة شعبيته التي أصبحت تتجاوز شعبية بوتين اليوم. وقد بحث الروس عن معلومات حول بريغوجين على الإنترنت في مايو/أيار، وذلك بوتيرةٍ تساوي ضعف عدد عمليات بحثهم عن أخبار بوتين، وأعتقد أن بريغوجين قد يتعرض لحادث ما في حال استمرار هذه الوتيرة".
كانت مجلة Newsweek الأمريكية قد تحدثت في مايو/أيار 2023 إلى فلاد ميخنينكو، خبير التحول ما بعد الشيوعية في أوروبا الشرقية والدول السوفييتية السابقة بجامعة أكسفورد البريطانية.
ميخنينكو قال إنه يؤمن بأن بريغوجين "أرهق نفسه أكثر من اللازم"، وأن "حياته الجسدية ستنتهي فجأةً وبصورة لا إرادية عما قريب. أراهن أنه سيتم العثور على بريغوجين ميتاً في واقعة انتحار من تدبير الدولة الروسية، بينما يحمل في يده مسدساً مع رسالة انتحار سخيفة".
أضاف ميخنينكو: "كما تستطيع موسكو تزويد أوكرانيا بالموقع الجغرافي المحدد لبريغوجين، الذي يقع على بعد 70 كيلومتراً من صواريخ هيمارس، حتى تقضي عليه، مما سيوفر دفعة دعاية تجنيدية بطولية لمجموعة فاغنر الخَصِية الجديدة".
وتابع أن "الخيار الواقعي الوحيد الآخر يتمثل في السماح لبريغوجين بالعودة إلى روسيا، قبل تفجيره بسيارةٍ مفخخة كما حدث مع داريا دوغينا وزاخار بريلبين".
كان بريغوجين الغاضب قد وجه في الخامس من مايو/أيار 2023، خطابه إلى بوتين خلال مطالبته بالحصول على مزيد من الذخيرة، وجاء ذلك بعد ساعات من نشره مقطع فيديو يحمل كثيراً من الألفاظ البذيئة، بينما كان يقف أمام صفوف يزعم أنها لجثث مقاتليه الذين لقوا مصرعهم أثناء المعركة في باخموت.
ثم في عيد النصر يوم التاسع من مايو/أيار 2023، اشتكى بريغوجين من نقص الذخيرة ثانيةً، ونشر مقاطع فيديو قبل خطاب بوتين في الميدان الأحمر بموسكو وبعده مباشرة.
صعّد بريغوجين وانسحب من باخموت في 25 مايو/أيار 2023، متهماً القيادة الروسية بتعمُّد حرمان مقاتليه من الذخيرة والدعم في الحرب، كما رفض بريغوجين مؤخراً أمراً من وزير الدفاع سيرغي شويغو وبوتين، بأن يوقّع أفراد مجموعته شبه العسكرية على عقود مع الاتحاد الروسي، وذلك بحلول الأول من يوليو/تموز 2023، وهو تحدٍّ نادر من بريغوجين لبوتين.
– هذا الموضوع مُترجم عن مجلة Newsweek الأمريكية.