سادت حالة من الحزن بمواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بعد إعلان وفاة رئيس مجلس الفتوى بالجزائر، وأحد قضاة ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، العلامة محمد الطاهر آيت علجت، عن عمر ناهز 106 سنوات، بعد صراع مع المرض.
وقالت وزارة الشؤون الدينية، في بيان إن "الشيخ محمد الطاهر آيت علجت رئيس اللجنة الوزارية للفتوى واللجنة الوطنية للأهلّة والمواقيت الشرعية، في ذمة الله"، وقبل أيام، دخل "آيت علجت" إلى مستشفى "مصطفى باشا" بالجزائر العاصمة، إثر تعرضه لوعكة صحية.
فيما قدّم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تعازيه لعائلة "آيت علجت"، واصفاً إياه بـ"الإمام الذي أخلص في جهاده ونفع بعمله".
وأضاف: "فاضت روح فقيدنا فضيلة العلامة (…) والإمام الصالح النافع، تغمده الله سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة"، وتابع: "الشعب الجزائري يودع إماماً أخلص في جهاده ونفع بعمله (…) ودعا إلى التمسك بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وإلى قيم التسامح والتآخي".
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي وصفحات لناشطين جزائريين موجة نعي واسعة للعلامة آيت علجت.
الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، رئيس اللجنة الوزارية للفتوى واللجنة الوطنية للأهلة والمواقيت الشرعية في ذمة الله….
— Ania El Afandi آنيا (@Ania27El) June 14, 2023
الله يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته.. https://t.co/iAB5cqbaqc
وفي السياق، قدّم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، تعازيه للجزائر بوفاة آيت علجت، إذ كتب في تغريدة على تويتر: "نشاطر أهل الجزائر حزنهم وألمهم على فراق العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، اللهم ارحم شيخ الجزائر برحمتك الواسعة…".
نشاطر أهل الجزائر حزنهم وألمهم على فراق العلامة الشيخ الأصيل محمد الطاهر آيت علجت.
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) June 14, 2023
الله ارحم شيخ الجزائر برحمتك الواسعة، إنا لفراقك – والله – لمحزونون.
إنا لله وإنا إليه راجعون.. pic.twitter.com/i6nzvz7Z8u
من هو آيت علجت قاضي ثورة التحرير؟
ويشار إلى أن آيت علجت ولد عام 1917 بمنطقة تمقرة بولاية بجاية (شرق)، وحفظ القرآن بزاوية جده، فيما التحق بالثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي بين (1954-1962)، بعد أن فجرت قواته تلك الزاوية.
وحفظ آيت علجت القرآن الكريم على يد والده، وهو في الحادية عشرة من عمره، وخلال التحاقه بالكفاح المسلح، تم تعيينه "قاضياً" ضمن صفوف جيش التحرير بالمنطقة الثالثة التي كانت تتبع لها كتائب الثوار عبر عدة ولايات وسط البلاد (بمنطقة القبائل).
وفي أواخر عام 1957، سافر آيت علجت بطلب من قيادة الثورة إلى طرابلس الليبية، حيث شغل آنذاك منصب عضو في مكتب جبهة التحرير الوطني هناك، لحشد الدعم للكفاح المسلح من الخارج.
وعاد آيت علجت إلى الجزائر بعد الاستقلال عام 1962، وعمل مدرساً بالجزائر العاصمة، إلى جانب نشاطاته الدعوية والتأليف ورئاسة اللجنة الحكومية للفتوى حتى وفاته.