قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، إن الهجوم الأوكراني المتوقع منذ فترة طويلة ضد القوات الروسية المحتلة قد بدأ، ووعد بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية لحكومة كييف، وأضاف في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع الرئيس البولندي أندريه دودا والمستشار الألماني أولاف شولتز، في قمة ثلاثية لما يسمى مثلث فايمار: "لقد فعلنا كل شيء لمساعدتها (أوكرانيا)".
وقال ماكرون، الذي أعلن مؤخراً، أنه تحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أكد بدء الهجوم المضاد: "لقد كثفنا تسليم الذخيرة والأسلحة والمركبات المسلحة… وسنستمر في (تقديم المساعدات) في الأيام والأسابيع المقبلة". ورداً على سؤال عما إذا كانت ألمانيا تتفق مع أن أوكرانيا بحاجة إلى الحصول على ضمانات أمنية في قمة حلف شمال الأطلسي في يوليو/تموز، قال المستشار الألماني: "من الواضح أننا بحاجة إلى ذلك ونحتاجه بطريقة ملموسة للغاية".
مكاسب لأوكرانيا في الهجوم المضاد على روسيا
أعلنت أوكرانيا، الإثنين، تحقيق مكاسب جديدة في المرحلة الأولى من الهجوم المضاد، قائلةً إن قواتها استعادت سبع قرى من القوات الروسية على طول جبهة تمتد لنحو 100 كيلومتر في جنوب شرقي أوكرانيا.
وكان الهدف من الاجتماع الثلاثي في باريس إرسال إشارة على الوحدة بين شرق أوروبا وغربها، بعد أن اضطلعت وارسو بدور لوجيستي ودبلوماسي كبير في مساعدة أوكرانيا بينما كانت تنتقد في كثير من الأحيان القادة الألمان والفرنسيين؛ لتقاعسهم عن ذلك.
وقال ماكرون إن الاجتماع دليل على عدم وجود انقسام بين أوروبا "القديمة" و"الجديدة"، وهو تمييز سبق أن أثارته الولايات المتحدة عندما رفضت دول أوروبا الشرقية دعم فرنسا وألمانيا بشأن الحرب في العراق قبل 20 عاماً.
ومع ذلك، ظهرت انقسامات خلال جلسة الأسئلة والأجوبة القصيرة مع الصحفيين. فقد قال كل من ماكرون وشولتز إنهما يؤيدان اتفاق الهجرة الذي اتفق عليه وزراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، والذي سيُطلب بموجبه من دول الاتحاد الأوروبي غير المستعدة لاستقبال لاجئين تقديم مساهمة مالية لأقرانها من الدول المضيفة.
لكن الرئيس البولندي أبدى تشككه وأضاف: "لقد استقبلنا أولئك الذين كانوا بحاجة إلى المساعدة في بولندا… ساعدنا، ولكي أكون صريحاً، لم نتلق أي مساعدة، لا سيما من مؤسسات الاتحاد الأوروبي".
أوكرانيا تستعيد قرى من تحت السيطرة الروسية
من جهتها قالت القوات الأوكرانية، الأحد، إنها استعادت السيطرة على قرية من يد القوات الروسية في جنوب شرقي البلاد، في أول تجمُّع سكني تعلن تحريره منذ شن هجوم مضاد قبل أيام.
ورفع جنودٌ العلم الأوكراني على بناية تضررت من قصف سابق، في تسجيل مصور لم يتم التحقق منه نشره اللواء 68 الأوكراني، وقال إن القرية هي بلاهوداتني في منطقة دونيتسك.
وقال متحدث باسم أحد قطاعات الجيش الأوكراني على التلفزيون: "نرى أول نتائج لتحركات الهجوم المضاد". وأضاف أن القرية تقع على أطراف منطقتي دونيتسك وزاباروجيا على بعد كيلومترات قليلة جنوب قرية فيليكا نوفوسيلكا التي تسيطر عليها كييف.
زيلينسكي يعترف بالهجوم المضاد على روسيا
في حين أعطى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أقوى إشارة حتى الآن على أن كييف شنت هجوماً مضاداً طال انتظاره لاستعادة السيطرة على أراضٍ في الشرق والجنوب من يد روسيا، مؤكداً أن "هجوماً مضاداً وعمليات دفاعية" جارية بالفعل.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن الهجوم العسكري الأوكراني جارٍ منذ فترة لكنه أخفق في اختراق خطوط الدفاع الروسية وتكبد خسائر فادحة.
ويفرض مسؤولون من كييف فترة صمت صارمة بشأن العمليات، وحثوا الأوكرانيين على عدم الإفصاح عن أي معلومات من شأنها أن تعرض العملية للخطر.
ومع ورود قليل من المعلومات من كييف وندرة التغطية الإخبارية المستقلة من جبهة القتال، أصبح من المستحيل تقريباً تقييم الموقف على أرض المعركة. وأظهر التسجيل المصور من بلاهوداتني القوات الأوكرانية داخل بناية متضررة بشدة بينما يمكن سماع صوت المدفعية من بعيد.
وقال جندي لم يتم الإعلان عن هويته في التسجيل المصور على فيسبوك: "نطرد العدو من أراضي بلادنا. هذا أكثر الأحاسيس دفئاً على الإطلاق. أوكرانيا ستنتصر، أوكرانيا فوق كل شيء".
روسيا تعلن صد هجوم أوكراني
في حين قالت روسيا، مرتين على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية، إنها صدت هجمات أوكرانية بالقرب من قرية فيليكا نوفوسيلكا.
ويعتبر الجنوب الشرقي المحتل أولوية محتملة لقوات كييف، إذ ربما تسعى لتهديد الجسر البري لروسيا إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها، وهو ما من شأنه أن يقسم القوات الروسية لنصفين.
وتقع بلاهوداتني على بعد نحو 95 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مدينة ماريوبول التي تطل على بحر آزوف على الطرف الجنوبي من الجسر البري. وسيطرت روسيا على المدينة العام الماضي بعد أن حاصرتها وقصفتها.
في حين شيدت روسيا تحصينات ضخمة في المناطق التي احتلتها؛ للاستعداد لصد الهجوم الأوكراني المضاد الذي تشنه كييف بآلاف القوات المدربة والمسلحة من الغرب.