كشف موقع استخباراتي فرنسي عن رغبة مصر في اقتناء قمر صناعي عسكري من فرنسا، وذلك على هامش زيارة مرتقبة لقائد القوات الجوية المصرية، إلى باريس، لحضور المعرض الجوي الذي ينطلق في 19 يونيو/حزيران، لكن الصفقة قد تواجه عقبات بفعل الوضع المالي المتعثر لمصر.
موقع Africa Intelligence الفرنسي أوضح في تقرير له، الثلاثاء 13 يونيو/حزيران 2023، أنه بعد سنوات من المفاوضات المضنية، قد يساعد الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، قائد القوات الجوية المصرية، في إبرام عقد بقيمة عدة مئات من الملايين من اليورو.
إذ تحاول شركة إيرباص لصناعات الدفاع والفضاء بيع قمر صناعي عسكري للمراقبة إلى الجيش المصري منذ عام 2015. وحفزت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا عام 2020 آمال شركة إيرباص، لكن حتى الآن لم تتمكن سوى منافستها شركة Thales Alenia Space من إبرام صفقة مع القاهرة، في عام 2016، لبيع قمر صناعي للاتصالات العسكرية.
تقارب بين مصر وفرنسا
لكن هذه المرة، تبدو التوقعات واعدة أكثر بالنسبة لشركة إيرباص. ويبدو أنَّ الفريق عبد الجواد، الذي عيّنه السيسي قائداً للقوات الجوية في أغسطس/آب الماضي، فاعل رئيسي في المفاوضات. وكان الرجل البالغ من العمر 57 عاماً قد عمل سابقاً ملحق دفاع بالسفارة المصرية في باريس.
تأتي زيارة عبد الجواد لمعرض باريس الجوي ضمن أجندة ثنائية مزدحمة. وقد بدأت سلسلة لقاءات الأسبوع الماضي في باريس عندما زار وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي العاصمة الفرنسية، وأجرى محادثات مع نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو. وحصل الوزير المصري على وسام الشرف، وهو واحد من أرفع الأوسمة الفرنسية.
سيتوَّج جدول اللقاءات المصرية الفرنسية يومي 22 و23 يونيو/حزيران بزيارة السيسي لباريس؛ حيث سيَحِل الرئيس السيسي ضيفاً على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضمن قمة من أجل الوصول لميثاق مالي عالمي جديد، إلى جانب وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، وقائمة طويلة من القادة الأفارقة الذين أُعلِن عنهم سابقاً.
إضافة إلى ذلك، يزور وزير الاتصالات عمرو طلعت، فرنسا، للترويج للفرص الاستثمارية في مصر بين كبار المسؤولين التنفيذيين بقطاع الاتصالات.
عقبة أمام شراء قمر صناعي عسكري
بيْد أنَّ هناك مشكلة كبيرة واحدة يمكن أن تُعقِّد إتمام صفقة بيع قمر صناعي عسكري للقاهرة؛ إذ لا يمكن لمصر تمويل الصفقة نفسها لأنَّ البلاد على وشك السقوط في تعثُر خطير عن سداد ديونها، وتتعرض لضغوط من دائنيها الخليجيين وصندوق النقد الدولي، الذي يرفض تسليم الشريحة الثانية من قرض حيوي بقيمة 3 مليارات دولار.
حسب الموقع الفرنسي، يظل الخيار الوحيد الممكن هو الحصول على قرض بضمان فرنسا، على غرار اتفاقية بيع 30 طائرة مقاتلة من طراز رافال من شركة الدفاع الفرنسية داسو في عام 2021، التي كانت مضمونة بنسبة 85% من الخزانة الفرنسية.
لكن من المرجح أن يكون الحصول على الضوء الأخضر من وزارة الاقتصاد الفرنسية أكثر تعقيداً هذه المرة لإتمام صفقة بيع قمر صناعي عسكري لمصر، نظراً لقدرة القاهرة المحدودة على الدفع. وسبق أن أبدت الوزارة الفرنسية تحفظات على بيع غواصات تابعة لمجموعة نافال لمصر.