كشف تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 13 يونيو/حزيران 2023، بخصوص مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على الحدود مع مصر على يد الجندي في الجيش المصري محمد صلاح، أنه تم تحميل قائد الفرقة 80 العسكرية العاملة على الحدود مع مصر مسؤولية مقتل جنود إسرائيليين.
نتائج التحقيق والتي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له على موقعه الرسمي، قال إن التحقيق الذي طال حادث مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على معبر العوجا مع مصر ، كشف عن إخفاق "الجيش" في الجاهزية القتالية على الحدود مع مصر.
الجيش الاسرائيلي يوقع عقوبات على جنوده بسبب محمد صلاح
كذلك فقد أشار التحقيق إلى مجموعة من الإجراءات العقابية مثل فرض عقوبات على عدد من ضباط الجيش العاملين في القيادة الجنوبية، كما تقرر سد الممرات الأمنية المقامة على امتداد سياج الحدود بين إسرائيل ومصر.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وحسب البيان الذي نشر الثلاثاء، قال إنه "على ضوء التحقيق تبين أن شرطياً مصرياً تسلل من الحدود المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية من خلال أحد الممرات الأمنية في السياج، وأطلق النار باتجاه قائد فصيلة تابعة لكتيبة الفهد ومجندة تابعة لذات الكتيبة، مما أسفر عن مقتل الاثنين".
تابع البيان: "بعد ذلك بعدة ساعات رصد المخرب فأقدم على إطلاق النار من مسافة طويلة باتجاه قوة تابعة لجيش الدفاع التي ردت بإطلاق النار، وخلال تبادل إطلاق النار سقط جندي إسرائيلي (ثالث قتيلاً) بينما أصيب آخر بجروح طفيفة". وأضاف: "بعد الاشتباك الأولي بادر قائد اللواء والجنود التابعون له لمواصلة الاشتباك، بحيث اندفعوا إلى الأمام حتى قاموا بتحييد المخرب".
تابع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيانه: "تبين من التحقيق أن الأسباب الرئيسية لوقوع الحادث هي الممر الأمني في السياج، الذي تم إخفاؤه دون إغلاقه، والممارسة غير النوعية لمبدأ التأمين والحراسة في المنطقة الحدودية".
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك وجد أنه ينبغي التأكيد على الأولويات المحددة لتعامل القوات بين الاستعداد للتعامل مع عملية تخريبية والاستعداد للتعامل مع تهديد عمليات التهريب الشائع في هذه المنطقة، كما وجد أن انتشار القوات في حماية المنطقة، التي تتميز بحوادث التهريب إلى جانب كثرة أعداد المسافرين الإسرائيليين، كان ضرورياً".
كذلك فقد قال البيان: "في إطار العِبر التي تمت الموافقة على تطبيقها الفوري، تقرر سد الممرات الأمنية في السياج، وتقصير مدة المهمة المتواصلة للمقاتلين من 12 ساعة متواصلة، وتحديد عدد حد أدنى مختلف للجنود في مهام من هذا النوع".
تحقيق بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري
كذلك قال البيان إنه و"كجزء من التحقيق، أجري تحقيق مشترك مع الجيش المصري، على خلفية التعاون الاستراتيجي الأمني القائم بين الدولتين، الذي شمل زيارة بعض مسؤولي جيش الدفاع إلى القاهرة والتحقيق المشترك في نقطة وقوع الحادث على الأراضي الإسرائيلية".
وأعلن المتحدث أنه "في أعقاب نتائج التحقيق واستنتاجاته، سيتم اتخاذ خطوات على مستوى القيادة بشأن عدد من أصحاب المناصب"، وعدد المتحدث باسم الجيش الخطوات الإسرائيلية في:
أعقاب نتائج التحقيق واستنتاجاته سيتم اتخاذ خطوات على مستوى القيادة بشأن عدد من أصحاب المناصب:
- سيتم توبيخ قائد فرقة 80 نظراً لمسؤوليته الشاملة عن الحادث وعدم مراقبة تطبيق الأنظمة.
- سيتم إعفاء قائد اللواء من منصبه ونقله إلى منصب آخر في جيش الدفاع نظراً لمسؤوليته الشاملة عن الحادث وطريقة تطبيق النشاطات في المنطقة التي تقع تحت مسؤوليته.
- توبيخ قائد كتيبة "الفهد" نظرًا لمسؤوليته في تطبيق طريقة تفعيل قواته. سيتم توقيف تقدمه في الجيش لمدة خمس سنوات.
- يصور جيش الاحتلال، الوسائل المتوفرة لدى الفرقة وغيرهما من المواضيع سيتم النظر فيها في إطار الفريق المكلّف بالنظر في تصور جيش الاحتلال على الحدود السلمية، برئاسة الميجر جنرال نمرود ألوني.
وتم عرض نتائج التحقيق على عائلات إيلوز، وبن نون ودهان. إن جيش الدفاع يتعاطف مع العائلات الثكلى فيما ينتابها من حزن شديد وسيواصل مرافقتها.
رئيس الأركان الإسرائيلي يعلق على نتائج التحقيق
من جانبه، تطرق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي إلى نتائج التحقيق في الحادث على الحدود المصرية خلال كلمة له اليوم الثلاثاء، في الكنيست وقال: "قبل عشرة أيام فقدنا مقاتلة ومقاتلين، من أفضل مقاتلينا، حين كانوا يؤدون مهمة لهم على حدود الدولة. الضباط اجتمعوا صباح اليوم مع عائلاتهم، من منطلق التزام عميق للعائلات الثكلى، وأطلعوهم على تفاصيل التحقيق حول الحادث الصعب الذي فقدوا فيه أغلى ما لديهم".
أضاف: "قمنا بتحقيق معمق ودقيق، من منطلق مسؤولي القادة للحفاظ على الأمن وعلى حياة مرؤوسيهم، إلى جانب جودة العمل والمبادرة والنجاحات، وجدنا أيضا أخطاء وفجوات عملياتية وقيادية، سنعمل على إصلاحها لنتحسن. هذا حادث صعب، الذي كان من الممكن ويجب منعه، وهذه مسؤوليتنا كقادة، ومسؤوليتي كقائد للجيش أولاً وقبل كل شيء – استخلاص العبر وأن نكون الأفضل. من واجبنا كقادة أن نوفر لمرؤوسينا الظروف للنجاح بالمهمة".
كذلك قال: "المقاتلان والمقاتلة الذين سقطوا تصرفوا بصورة لا تشوبها شائبة. مقاتلو الجيش الإسرائيلي الذين يحرسون على الحدود يعملون على مدار الساعة لإحباط التسلل على الحدود. لإحباط الإرهاب والتهريب، والحفاظ على حدود آمنة، نحن فخورون بعملهم المهني والهام، المقاتلون والمقاتلات على حد سواء".
تحقيق سابق بخصوص محمد صلاح
كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد سبق أن كشفت نتائج التحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي بشأن العملية التي نفذها شرطي مصري بالقرب من معبر العوجة وأسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين على الحدود مع مصر، وذلك في وقت وصف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحادث "بالإرهابي والخطير".
وأوردت صحيفة معاريف -نقلاً عن التحقيق الأولي- أن الشرطي المصري خطط للهجوم بدقة، وربما تلقى مساعدة على مستوى التخطيط. وقالت معاريف إن المجند مشى مسافة 5 كيلومترات من موقعه في الأراضي المصرية وسط تضاريس صعبة للغاية، حسب وصفها. وأضافت أن منفذ العملية خطط لمسار التسلل وعرف موقع الجنود الذي يبعد نحو 150 متراً عن ممر الطوارئ في السياج الحدودي.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى بينها القناة 12 وصحيفة يديعوت أحرونوت -نقلاً عن التحقيق الأولي أيضاً- أن الشرطي المصري غادر معسكره ليلاً ودخل من معبر خاص وكان يحمل بندقية كلاشينكوف قديمة و6 مخازن ذخيرة وسكاكين ومصحفاً.
وكشفت نتائج التحقيق الأولي أن منفذ العملية خطط لكل خطوة مسبقاً وكان يعرف المنطقة جيداً، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قتل فيه الجنديين الإسرائيليين، بحكم عمله حارس حدود.
إجراءات إسرائيلية على الحدود مع مصر
في سياق متصل، يعتزم الجيش الإسرائيلي فرض إجراءات جديدة على الحدود مع مصر عقب الهجوم الذي نفذه عنصر أمن مصري في 3 يونيو/حزيران الجاري، وأسفر عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وفق تقرير نشرته وكالة الأناضول الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي (رسمية) عبر موقعها الإثنين، إن "الجيش يعتزم فرض إجراءات جديدة على الحدود مع مصر تتضمن منع الاقتراب من السياج، والتعامل مع أي تحرك غير معتاد لجندي مصري على أنه هجوم محتمل".
وأضافت الإذاعة أن "الجيش يفترض حالياً أن الجنود المصريين لم يعودوا محل ثقة بالنسبة لإسرائيل"، فيما لم يصدر تعليق فوري من السلطات المصرية بشأن هذه الإجراءات حتى الساعة 12:15 (ت.غ).
وعلى الصعيد ذاته، زار وفد إسرائيلي عسكري الأحد، العاصمة القاهرة، لحضور تحقيق مشترك مع مسؤولين في الجيش المصري.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان اطلعت عليه الأناضول بأن "وفداً عسكرياً إسرائيلياً زار القاهرة الأحد، وشارك بالتحقيق مع مسؤولين في الجيش المصري في حادث تسلل الشرطي في الثالث من يونيو/حزيران 2023 ". وذكر البيان، أن "التحقيق المشترك بدأ في نفس يوم الحادث عندما تفقد وفد يضم مسؤولين كباراً بالجيش المصري موقع الحادث في إسرائيل".
أشار إلى أن "التحقيق المشترك يتواصل في هذه الأيام"، وقال البيان: "لقد أبدى الجانبان التزامهما بإجراء تحقيق معمق والوصول إلى الحقيقة".
يذكر أن مصر واسرائيل يرتبطان بمعاهدة سلام منذ 1979، ولا تزال تل أبيب تحتل أراضي في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967. ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول، هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، علاقات معلنة مع إسرائيل.