كشفت صور أقمار صناعية جديدة قدمتها شركة Maxar Technologies، عن مجموعة من حقول الألغام والعوائق المضادة للدبابات والخنادق أمام القوات الأوكرانية التي تحاول التقدم جنوباً، بالتزامن مع انطلاق الهجوم المضاد، حسبما أفادت صحيفة The Telegraph البريطانية.
ويتعين على القوات الأوكرانية المتقدمة اختراق شبكة معقدة من الدفاعات الروسية تمتد لمئات الكيلومترات، وبنيت لصد هجوم كييف.
يقول ضابط استخبارات أوكراني إن هذه الدفاعات مبنية في "نظام من ثلاثة خطوط"، بمستويات متفاوتة من التحصينات، وعمقها قد يتجاوز نحو 19 ميلاً (30.5 كم) على بعض المحاور.
وقال سيرهي، القائد في الحرس الوطني الأوكراني، لصحيفة "التلغراف": "لديهم خنادق وتحصينات مذهلة، واختراق خطوط دفاعهم لن يكون سهلاً".
Las fuerzas 🇺🇦 que avanzan deben atravesar una extensa red de fortificaciones de defensa 🇷🇺. Fue construido en previsión de la ofensiva. Las nuevas imágenes satelitales proporcionadas por Maxar Technologies han mostrado decenas de campos de minas, zanjas antitanque y trincheras. pic.twitter.com/6unHSpBDMi
— Poderío Militar 🇪🇸🤝🇺🇦 (@PoderioMilitar) June 11, 2023
وهذه الدفاعات تظهر على طول الخطوط الأمامية التي تمتد لأكثر من 9656 متراً والتي تفصل القوات الأوكرانية عن المحتلين الروس.
واستغرقت أوكرانيا أكثر من ستة أشهر في إعداد 12 كتيبة هجومية جديدة، تسع منها سلحتها ودربتها دول الناتو، لهذا الهجوم المضاد.
وهذه المدة منحت روسيا متسعاً من الوقت لبناء تحصينات في المناطق التي يُرجح أن تستهدفها كييف، مثل مدينة زاباروجيا المحتلة في جنوب أوكرانيا وإقليمي دونباس دونيتسك ولوغانسك في الشرق.
اقرأ أيضاً
خنادق مشيدة
وتُظهر إحدى صور الأقمار الصناعية الجديدة خنادق مشيدة بعناية في الأراضي الزراعية على حدود بلدة ميخايليفكا، على بعد نحو 64 كم غرب توكماك، التي يقال إن القوات الأوكرانية تتقدم فيها.
وتمتد الخنادق المشيدة بعناية لأميال عبر مجموعة من الحقول الزراعية، لتشكل موقعاً دفاعياً خلفياً على الأراضي التي تحتلها قوات موسكو.
وشيدت روسيا، في علامة على حذرها، مجموعة الخنادق التي رصدتها صور الأقمار الصناعية، على بعد نحو 30 كم خلف الخطوط الأمامية الحالية.
وتُظهر صور أقمار صناعية أخرى خنادق عميقة ملتصقة مباشرة بصف أشجار، لإخفاء مواقع المدفعية التي يمكنها ضرب القوات المقتربة.
وعلى مقربة من الجبهة، نشرت قوات موسكو كتلاً خرسانية مثلثة تُعرف باسم "أسنان التنين" لإبطاء أي محاولات لتقدم المدرعات الأوكرانية جنوباً.
وتُظهر إحدى صور الأقمار الصناعية التي التقطت في شهر مارس/آذار الماضي، المئات من الهياكل المضادة للدبابات، فضلاً عن خنادق للجنود، شرق مدينة فايليفكا، التي تقع على تقاطع طريق باتجاه ميليتوبول المحتلة.
اقرأ أيضاً
حقول الألغام
ويُرجّح أن وراء هذه الدفاعات شبكة واسعة من حقول الألغام تهدف إلى وقف أي هجوم مبدئي تشنه القوات الأوكرانية جنوباً، رغم عدم رصدها في صور الأقمار الصناعية.
وفقاً لتقرير حديث صادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فإن "الخط الأول، على طول خط الجبهة، مكون من المواقع القتالية الخاصة بالمشاة، والخط الثاني عبارة عن خنادق قوية ومراكز إطلاق نار خرسانية. وعدد من أحزمة العوائق موضوعة أمام هذه المراكز، وعادة ما تتكون من خنادق مضادة للدبابات بعمق 4 أمتار وعرض 6 أمتار وأسنان تنين وأسلاك شائكة متشابكة".
وجاء في التقرير أيضاً أن "عمق الدفاع غالباً 5 كيلومترات من الخط الأول، ويمتد كل حزام من الدفاعات المادية إلى ما بين 700 متر وكيلومتر، بحيث تُغطى سلسلة العوائق بأكملها بالنار. والخط الثالث يتألف غالباً من مواقع قتال ومناطق مخفية لقوات الاحتياط، ومواقع مخصصة للمركبات".
في الوقت ذاته، وصف مسؤولو المخابرات البريطانية التحصينات الروسية بأنها "واحدة من أكثر الدفاعات العسكرية شمولاً في العالم".
فيما أبدت القوات الأوكرانية إعجابها بقدرة أعدائها على بناء الخنادق، في اعتراف ضمني بأن الهجوم المضاد لن يكون بالسهولة التي توقعها بعض المراقبين.