قالت صحيفة The Wall Street journal الأمريكية في تقرير نشرته الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، إنه عندما فحص الباحثون الغربيون الطائرة المسيرة الإيرانية التي أُسقطت في أوكرانيا هذا الربيع، قالوا إنهم توصلوا إلى اكتشاف مهم وهو أن: جزءاً صينياً من أجزاء الطائرة صُنع هذا العام.
يوضح هذا الاكتشاف أن الأجزاء المصنوعة في الصين تواصل التدفق إلى إيران، لتقدم اللبنات الأساسية لبرنامج الطائرات المسيرة الخاص بها، برغم زيادة الضغوط من الولايات المتحدة لخنق سلسلة التوريد العالمية. ويعرض هذا كيف تساعد إيران روسيا بسرعة في حربها ضد أوكرانيا، إذ لا تحتاج إلا إلى ثلاثة أشهر لصنع الأسلحة، التي ترهب السكان المدنيين في أوكرانيا، وتوريدها إلى موسكو.
مكونات صينية في طائرات مسيرة إيرانية وصلت أوكرانيا
قال المحققون إن طائرة مسيرة إيرانية أسقطتها القوات الأوكرانية في أبريل/نيسان، احتوت على محول جهد صُنع على ما يبدو في الصين في منتصف يناير/كانون الثاني. ويمثل هذا الأمر المرة الأولى التي يُعثر فيها على جزء صُنع في عام 2023 داخل مُسيرة، وذلك عن طريق الباحثين في مركز أبحاث التسليح أثناء الصراعات (CAR)، وهو عبارة عن مجموعة مستقرة في المملكة المتحدة تتعقب سلاسل توريد الأسلحة العالمية.
يُبيّن هذا الاكتشاف السرعة التي تستطيع بها إيران صنع المسيرات وشحنها إلى روسيا. صُنع الجزء الصيني في يناير/كانون الثاني، ثم شُحن إلى إيران، ورُكِّب في المسيرة ثم أُرسل إلى روسيا واستُخدم ضد أوكرانيا في أبريل/نيسان.
أزمة في توريد الأسلحة عالمياً
خلقت الحرب في أوكرانيا ضغوطاً على توريدات الأسلحة عالمياً. فقد كافحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الداعمون لأوكرانيا لتزويد كييف بإمدادات هائلة من العتاد العسكري الذي تحتاجه لقتال القوات الروسية.
ولجأت روسيا إلى إيران في العام الماضي لمساعدتها في تلبية احتياجاتها الخاصة من الأسلحة المستخدمة في أوكرانيا، ويضرب استخدامها للمسيرات الإيرانية مثالاً هو الأوسع نطاقاً حول مدى التعاون العسكري العميق بين البلدين.
يقول الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت أكثر من 700 مسيرة ضد أوكرانيا لاستهداف محطات الطاقة والمدن والأهداف العسكرية.
صحيح أن أوكرانيا تقول إنها نجحت في تحييد تهديدات المسيرات بدرجة كبيرة، لكن الاستخدام المستمر لهذه الأسلحة يُجهد الدفاعات الجوية للبلاد.
في حين قالت إدارة بايدن إن روسيا استنفدت إمداداتها من المسيرات الإيرانية، وإنها طلبت من إيران إرسال المزيد. في الأسبوع الماضي، قال البيت الأبيض إن إيران أرسلت مؤخراً مئات المسيرات إلى روسيا على متن سفن تمر عبر بحر قزوين.
تدفق مكونات عسكرية لمصانع مسيرات إيرانية
يسلط اكتشاف الجزء الصيني المصنوع في 2023، الضوء على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة وحلفاءها، في محاولة إيقاف تدفق الأجزاء من حول العالم إلى مصانع الطائرات المُسيرة في إيران.
أوضحت صحيفة The Wall Street Journal أن الجزء الصيني الذي اكتشفته المجموعة في الطائرة المسيرة التي كانت سليمة بدرجة كبيرة، وهي طائرة مسيرة من طراز شاهد 136 المصممة على شكل حرف V، كان موجوداً في نظام الملاحة الخاص بسلاح الطائرة.
حملت العقوبات العالمية، التي كانت تستهدف إيقاف تدفق الأجزاء إلى إيران، تأثيراً طفيفاً. فضلاً عن أن استهداف قطع على شاكلة محولات الجهد، التي تُستخدم على نطاق واسع في الأجهزة الإلكترونية التجارية، يشكل مشكلة مربكة.
طالما استُخدمت الصين وهونغ كونغ بوصفهما مركزين لتوزيع منتجات إيران من الطائرات المسيرة، وذلك وفقاً لتقرير للأمم المتحدة وثَّق جهود طهران في إمداد المسلحين الحوثيين في اليمن بالطائرات المسيرة في السنوات الأخيرة.
مساعدات صينية لإيران
تقول المنظمة غير الربحية المستقرة في واشنطن، مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية، إن الشركات الصينية تضطلع أيضاً بدور متزايد في مساعدة إيران.
قال داميان سبليترز، نائب مدير العمليات في مركز أبحاث التسليح أثناء الصراعات (CAR) الذي فحص السلاح في أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، إن فحص المسيرة التي أُسقطت في أوكرانيا يقدم مزيداً من العلامات التي تدل على أنها أُنتجت عن طريق إيران. احتوت الطائرة المسيرة على محرك إيراني الصنع أُنتج عن طريق شركة خضعت لأكثر من مرة لعقوبات من الولايات المتحدة وحلفائها لدورها في برنامج الطائرات المسيرة الخاص بالجمهورية الإسلامية.