قالت وزارة الدفاع الروسية، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، إنها وقّعت عقداً مع مجموعة القوات الخاصة الشيشانية المعروفة باسم (كتيبة أحمد)، وذلك بعد يوم من رفض مؤسس مجموعة "فاغنر" للمرتزقة، يفغيني بريغوجين التوقيع على عقد مماثل، بسبب الخلاف الحاصل والمتصاعد بينه وبين وزارة الدفاع.
جاء التوقيع بعد صدور أمر ينص على أنه يجب على جميع أعضاء ما تسمى "بوحدات المتطوعين" أن يوقعوا عقوداً بحلول الأول من يوليو/تموز 2023، لإخضاعهم لسيطرة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وذلك في وقت تحاول فيه موسكو إحكام سيطرتها على الجيوش الخاصة التي تحارب نيابة عنها في أوكرانيا.
في المقابل، سيحصل المقاتلون المتطوعون على جميع المزايا والضمانات التي تحصل عليها القوات النظامية، بما في ذلك تقديم الدعم لهم ولعائلاتهم إذا أُصيبوا أو قتلوا.
يأتي هذا وسط تصاعد الخلافات بين مرتزقة "فاغنر" ووزارة الدفاع الروسية، واتهم بريغوجين الوزارة بعدم توفير إمدادات الذخيرة الكافية لمجموعته العسكرية في أوكرانيا، وقال، الأحد 11 يونيو/حزيران 2023، إنه سيرفض توقيع أي عقد مع الوزارة.
كذلك قلل بريغوجين (الملقب بطباخ بوتين) من إمكانيات وزير الدفاع الروسي، وقال إن "شويغو لا يمكنه إدارة التشكيلات العسكرية جيداً".
تشير تقديرات مسؤولي الولايات المتحدة إلى أن مجموعة فاغنر لديها حوالي 50 ألف جندي يقاتلون في أوكرانيا، وبحسب المسؤولين الأمريكيين، تعرض أكثر من 30 ألفاً من مقاتلي فاغنر، الذين يشار إليهم بأنهم الجيش الخاص الفعلي لبوتين، إما للقتل أو الجروح منذ بداية غزو أوكرانيا، وفقاً لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وجَّه بريغوجين في الماضي اتهامات إلى القادة العسكريين الروس، بمن فيهم شويغو، بسبب فشلهم في دعم قواته، وفُسرت بعضٌ من تصريحاته على أنها انتقاد مباشر لبوتين نفسه، ما أثار تساؤلات تشكك في ولائه.
في هذا السياق، كتب مارك جاليوتي، خبير الشؤون الأمنية الروسية والأستاذ الفخري لدى مدرسة الدراسات السلافية والأوروبية الشرقية بكلية لندن الجامعية، مقالة في مجلة The Spectator البريطانية، قال فيها إن بوتين طالما شجع على التنافس الشرس بين مساعديه.
يُشار إلى أن "كتيبة أحمد"، تتألف من 4 كتائب، وسُميت بهذه التسمية تيمناً بالزعيم الشيشاني أحمد قديروف، وبحسب موقع "الجزيرة.نت" فإن عدد هذه القوات يبلغ 10 آلاف مقاتل، وتعد شبه تابعة للجيش الروسي على الرغم من انضواء مقاتلين في صفوفها من خارج الجيش.
كان قديروف قد أعلن عن تشكيل هذه القوة في يونيو/حزيران 2022، وأعلن تبعيتها لوزارة الدفاع الشيشانية، وأشار إلى أن هذه القوات ستضم أعداداً هائلة من المقاتلين الشيشان حصراً.
يُشار إلى أن زعيم الشيشان، قديروف، ومنذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، ظهر مراراً عبر حسابه في تليغرام ليشحذ همم قواته المشاركة في القتال إلى جانب القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.