استهدف الجيش الإسرائيلي، الأحد 11 يونيو/حزيران، متظاهرين لبنانيين بقنابل الغاز المسيل للدموع، في منطقة تلال كفرشوبا على الحدود الجنوبية للبنان بعد احتشادهم رفضاً لتجريف الاحتلال أراضي لهم، فيما انتشرت قوات من الجيش اللبناني في مقابل القوات الإسرائيلية التي أوقفت عمليات التجريف لاحقاً.
وأفادت وكالة الأناضول، بأن محتجين لبنانيين من أهالي قريتي كفرشوبا والعرقوب وقرى حدودية أخرى جنوب البلاد احتشدوا بمنطقة تلال كفرشوبا على الحدود مع إسرائيل، رفضاً لتجريف جيش الأخيرة أراضي لهم بالمنطقة.
ووفقاً للوكالة، فإن المحتجين اقتربوا من إحدى الدبابات الإسرائيلية بالمنطقة منعاً لعملية تجريف تقوم بها القوات الإسرائيلية، وعلى إثر ذلك استهدفهم جنود الجيش بقنابل الغاز المسيل للدموع، دون الإعلان عن وقوع إصابات.
جيش العدو القى قنابل غازية على عدد من اللبنانيين الذين وقفوا بمحاذاة الأراضي المحتلة في #تلال_كفرشوبا بسبب اقترابهم من إحدى دبابات الميركافا المنتشرة في المنطقة والجيش اللبناني ينتشر مقابل العدو . pic.twitter.com/si4mHzetgN
— علي شعيب || Ali Shoeib 🇱🇧 (@alishoeib1970) June 11, 2023
وفي الوقت ذاته، انتشرت قوات من الجيش اللبناني في مقابل القوات الإسرائيلية التي أوقفت عمليات التجريف لاحقاً.
ومنذ صباح الجمعة، تشهد بلدتا كفرشوبا والعرقوب على الحدود الجنوبية للبنان، مواجهات بين متظاهرين والجيش الإسرائيلي إثر إطلاق الأخير قنابل دخانية ومسيلة للدموع على محتجين رافضين تجريف الجيش أراضي لهم.
وجاءت هذه المظاهرة تضامناً مع الراعي إسماعيل ناصر من كفرشوبا، وسط استنفار كبير للجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة "يونيفيل".
والأربعاء، أوقف الراعي اللبناني إسماعيل ناصر من كفرشوبا عمل جرافة إسرائيلية بجسده، في مرتفعات البلدة، خلال عملية تجريف كانت تقوم بها في أرضه، بحجّة العمل خلف خط الانسحاب، حسب قناة "المنار" اللبنانية التابعة لـ"حزب الله".
عندم لم يعد لرفع الصوت معنىً
— علي شعيب || Ali Shoeib 🇱🇧 (@alishoeib1970) June 7, 2023
أراد أن يتحدث بجسده آلة الحرب الصهيونية!!
البطل الجنوبي المزارع إسماعيل ناصر من بلدة #كفرشوبا#ضجوا_بصوره
معادلة الردع#الخط_الأزرق pic.twitter.com/ermhBp6xHp
ما هي قصة الخلاف على منطقة تلال كفر شوبا؟
وتقع بلدة كفر شوبا على السفوح الجنوبية الغربية لجبل الشيخ أو كما يطلق عليه أيضاً "جبل الحرمون"، وداخل مثلث الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين.
ورغم أن تلك المنطقة قابعة تحت سيطرة قوات "فك الاشتباك" التابعة للأمم المتحدة، فإنها تعاني من مشكلة تدخلات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر بالفعل على تلال كفر شوبا ومزارع شبعا وبلدة الغجر جنوب لبنان.
إذ بقيت قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتل تلك المناطق، معتبرةً أنها مناطق سوريّة وليست لبنانيّة، وبالتالي فإنّ قرار الأمم المتحدة 425 الذي ينص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان لا يشمل تلك المناطق، وهو ذات الأمر الذي تعترف به الأمم المتحدة.
فبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، قام فريق من الأمم المتحدة بترسيم خط الانسحاب المعروف بـ"الخط الأزرق" على طول الحدود الجنوبية للبنان، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وأجزاء من قرية الغجر.
وبالتالي اعتبرت الأمم المتحدة أن إسرائيل نفذت بالكامل القرار 425 بالانسحاب من جنوب لبنان، وأن مزارع شبعا ليست لبنانية، بل سورية وتخضع لمسؤولية قوات يوندوف (فك الاشتباك)، وليس "اليونيفيل" وفقاً لما قال المؤرخ اللبناني والباحث عصام خليفة لموقع "الجزيرة نت".