علم موقع Axios الأمريكى من ثلاثة مصادر مطلعة، وفق ما نشره في تقرير له يوم الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023 أن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين عقدوا محادثات غير مباشرة في سلطنة عمان في مايو/أيار 2023، وقد شهدت المحادثات انتقال المسؤولين العمانيين بين غرفهم المنفصلة لنقل الرسائل.
تمثل هذه "المحادثات غير المباشرة التي عُقدت عن قرب"، والتي لم يُبلغ عنها من قبل، أول تواصل غير مباشر معروف بين الولايات المتحدة وإيران بهذه الطريقة منذ أشهر عديدة. وقد انعقدت هذه المحادثات في خضم مخاوف في البيت الأبيض من التقدم النووي الذي تحرزه إيران.
تفاصيل المباحثات غير الرسمية بين أمريكا وإيران
سافر بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، إلى عُمان سراً في 8 مايو/أيار لعقد محادثات مع مسؤولين عمانيين حول تواصل دبلوماسي ممكن مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وهو ما نقله موقع Axios في الأسبوع الماضي.
تشير المصادر الثلاثة المطلعة على المسألة إلى أن الوفد الإيراني وصل أيضاً إلى عمان في نفس التوقيت. وقال أحد المصادر إن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كاني، كان ضمن الوفد.
وأوضحت المصادر أن ماكغورك لم يلتقِ المسؤولين الإيرانيين. كان الطرفان في مواقع منفصلة، في حين أن المسؤولين العمانيين كانوا ينتقلون بينهما وينقلون الرسائل. وأضافت المصادر أن إحدى الرسائل الرئيسية للولايات المتحدة ركزت على الردع.
تهديد أمريكي لإيران
قالت المصادر إن الولايات المتحدة أوضحت أن إيران سوف تدفع ثمناً باهظاً إذا مضت قدماً نحو تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
كان الهدف من تبادل الرسائل بصورة غير مباشرة بين إدارة بايدن وإيران، هو التوصل إلى "تفاهم" حول طرق وقف تصعيد البرنامج النووي الإيراني، وسلوك إيران في المنطقة، وتورطها في الحرب في أوكرانيا، وذلك بحسب المصادر.
ويمكن أن يستخدم هذا التفاهم ووقف التصعيد لاحقاً، بوصفه أساساً للمحادثات المستقبلية حول أية اتفاقية نووية جديدة بين الطرفين.
ما زال لم يتضح بعد ما إذا كان الطرفان قد اقتربا من التوصل إلى اتفاقية تفاهم أم لا.
اتفاق مؤقت مع إيران
في حين قد سبق أن أفاد موقع Axios من قبل بأن إدارة بايدن ناقشت في أبريل/نيسان مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين مقترحاً محتملاً لاتفاقية مؤقتة مع إيران تتضمن رفع بعض العقوبات مقابل تجميد طهران جزءاً من برنامجها النووي.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي إن سياسة إدارة بايدن حول إيران لم تتغير. وأوضح متحدث مجلس الأمن القومي: "نواصل التركيز على تقييد سلوك إيران المزعزع للاستقرار من خلال الضغط والتنسيق مع حلفائنا، وخفض التصعيد في المنطقة. يتضمن ذلك ضمان عدم حيازة إيران أبداً لأسلحة نووية بالتأكيد، إننا نراقب عن كثب أنشطة التخصيب الخاصة بإيران".
أضاف المتحدث أن الولايات المتحدة تفضل الدبلوماسية، لكنها مستعدة
لـ"التحرك بتنسيق كامل مع شركائنا وحلفائنا لضمان عدم حيازة إيران قط أية أسلحة نووية". ولم ترد وزارة الخارجية العمانية ونظيرتها الإيرانية على طلبات أُرسلت إليهما للتعليق.