في خطوة استباقية.. السويد تسمح للناتو بنشر قواته على أراضيها، و”تأمل” موافقة تركيا للانضمام للحلف

كشفت صحيفة The New York Times الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023، أنه وفي سياق التفاؤل بأن السويد ستتمكن قريباً من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قالت الحكومة السويدية إنها ستسمح للناتو بنشر قوات على أراضيها حتى قبل الانضمام رسمياً إلى التحالف.

حيث قال أولف كريسترسون، رئيس الوزراء السويدي، وبال جونسون، وزير الدفاع، في مقال لصحيفة Dagens Nyheter السويدية، إن "الحكومة قررت السماح للقوات المسلحة السويدية بإجراء استعدادات مع تحالف الناتو ودولِه، لتمهيد السبيل أمام العمليات المشتركة في المستقبل"، وقد تشمل هذه التدابير "التمركز المؤقت لمعدات وجنود أجانب على الأراضي السويدية"، والغاية من هذا "القرار أن يكون بياناً واضحاً لموقفنا أمام موسكو؛ وتعزيز دفاع السويد".

السويد تفاوض تركيا من أجل الانضمام إلى الناتو

في سياق متصل، فقد سبق أن تقدمت السويد العام الماضي بطلبٍ للانضمام إلى الناتو بُعيد الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن اعتراضات تركيا والمجر أرجأت المضي قدماً في الأمر، وتأمل السويد الآن في الانضمام قبيل قمة الناتو المقرر عقدها في ليتوانيا الشهر المقبل.

في غضون ذلك، قال سفير بارز لإحدى دول الناتو، إن الثقة باتت أكبر الآن بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيُوافق على انضمام السويد إلى الناتو.

من جانبه، تحدث هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي الجديد، مع نظيره السويدي يوم الأربعاء 7 يونيو/حزيران. ومن المقرر أن يجتمع ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للتحالف، الأسبوع المقبل، بممثلي تركيا والسويد وفنلندا.

قال ستولتنبرغ إن السويد أوفت بمطالب تركيا، لكن الرئيس التركي رفض الموافقة على عضوية السويد أثناء حملته الانتخابية، بحجة أن ستوكهولم لم تلبِّ طلبات تركيا في محاربة الإرهاب -وخاصة في مواجهة ما تشهده أراضيها من نشاط لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمةً إرهابية- ولم تسلِّم مطلوبين تتهمهم تركيا بالمشاركة في أعمال إرهابية.

السويد تعدل دستورها

في المقابل، تقول السويد إنها عدَّلت دستورها العام الماضي، وشددت قانون مكافحة الإرهاب، الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يونيو/حزيران، ورفعت الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة إلى تركيا.

بالإضافة إلى ذلك، قضت المحكمة العليا السويدية هذا الأسبوع بالسماح للحكومة بتسليم  مطلوبٍ كردي تقول الحكومة التركية إنه من أنصار حزب العمال الكردستاني، ومطلوب للوفاء بعقوبةٍ موقعة عليه في تركيا.

إذا صحَّت التوقعات المستبشرة بقرب انضمام السويد إلى الناتو، فمن المتوقع ألا تلبث المجر كثيراً قبل أن تحذو حذو أنقرة في الموافقة على قرار الانضمام.

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ – الأناضول )

اجتماع بين أردوغان وأمين عام الناتو

في سياق متصل قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأحد 4 يونيو/حزيران 2023، بعد لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن اجتماعاً سيُعقد بين تركيا والسويد وفنلندا الشهر الجاري؛ لمحاولة التغلب على الاعتراضات التي أخّرت المصادقة على طلب السويد الانضمام إلى الحلف.

وصدقت تركيا في مارس/آذار على طلب فنلندا الانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي، لكنها لا تزال تعترض على انضمام السويد، وهو نفس موقف المجر. 

وقالت تركيا إن ستوكهولم تؤوي أعضاء في جماعات مسلحة تعتبرها أنقرة إرهابية.

وقال ستولتنبرغ للصحفيين: "تتخذ السويد خطوات ملموسة مهمة للتصدي لمخاوف تركيا"، في إشارة إلى تعديل دستوري في السويد التي كثفت أيضاً من تعاونها مع أنقرة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

وجرت محادثات ستولتنبرغ في إسطنبول بعد أن شارك في مراسم تنصيب رجب طيب أردوغان الذي فاز بفترة رئاسية جديدة بعد جولة الإعادة في الانتخابات.

ورداً على سؤال حول فرص السويد في أن تصبح عضواً في الحلف قبل قمة الحلف المرتقبة بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس في منتصف يوليو/تموز، قال ستولتنبرغ إنه لا يزال هناك متسع من الوقت.

وأضاف أن الجولة المقبلة من المحادثات بين مسؤولين من فنلندا والسويد وتركيا ستعقد في منتصف الأسبوع المقبل تقريباً دون أن يحدد موعداً. ويجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل يومي 15 و16 يونيو/حزيران.