احتجت عوائل مسلمة بولاية ماريلاند الأمريكية على إنهاء إحدى المدارس الحكومية العمل بقانون للولاية يتيح للأطفال والأسر الحرية بعدم المشاركة في أية مواد تعليمية تتعلق بالحياة الأسرية والنشاط الجنسي البشري، بما يشمل مواضيع عن مجتمع المثليين، وفق ما أفاد موقع Middle East Eye البريطاني.
المدرسة الحكومية أعلنت في مارس/آذار 2023، إنهاء العمل بالقانون الذي تطبقه ولاية ماريلاند في المدارس الحكومية، وفي خريف عام 2022، كشف نظام المدارس العامة في مقاطعة مونتغومري عن خططه لتغيير المنهج الدراسي في الفصل الدراسي التالي.
وكان من المقرر أن يتضمن المنهج الجديد قائمة جديدة من الكتب للقراءة من مرحلة ما قبل الروضة إلى الصف الثامن، التي كانت حول الهوية الجنسية والجندرية.
إنهاء السماح بالانسحاب من الدروس
ووفقاً لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، أعطت المدارس العائلات إشعاراً مسبقاً بالمناقشات المخطط لها وخيار استبعاد أطفالهم من تلك المناقشات بناءً على معتقداتهم الدينية، وهو ما فعلته العديد من العائلات. بينما احتج الآباء بأنَّ موضوعات الميول الجنسية والهوية الجنسية تُقدَّم للأطفال في سن مبكرة للغاية.
لكن في مارس/آذار الماضي، عدّلت منظومة مدارس مونتغومري فجأة سياسة إخطار الوالدين؛ مما يعني التوقف عن إخطار الآباء مسبقاً بالكتب التي تُقرَأ في الفصل، ولم يعُد مسموحاً بالانسحاب من الدروس.
ووفقاً لمنظومة المدارس العامة في مقاطعة مونتغومري، لا يسمح قانون ماريلاند بالانسحاب إلا من دروس التربية الجنسية، ولم تكن هذه الكتب حول هذا الموضوع.
وأخبر أولياء الأمور والمنظمون في مقاطعة مونتغومري، موقع "ميدل إيست آي"، أنهم يريدون أن يُعِيد النظام المدرسي خيار إلغاء المشاركة في الفصول التي تتناول هذه الموضوعات، وأنهم لا يحاولون منع الكتب نفسها.
"هذا حقنا"
بدوره، قال وائل الكشيري، أحد المنظمين لدى منظمة حقوق الأسرة من أجل الحرية الدينية، للموقع ذاته: "لدينا حقوق بموجب التعديل الدستوري الأول. وكان حق الانسحاب موجوداً بالفعل، ونمارسه. وكنا بالفعل نختار عدم المشاركة".
وأضاف الكشيري: "نحن لسنا ضد مجتمع المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين. فكما تعلمون، نحن لا نعيش في مجتمع أحادي. ونتفهم أنَّ الناس لديهم أنماط حياة مختلفة، ونحترم حق كل شخص في أن يعيش أنماط الحياة تلك".
وأردف: "لكن ما نقوله هو أن من حقنا خيار الانسحاب من الدروس، فيما يتعلق بالتربية الجنسية والأشياء التي نشعر بأنها مرتبطة بالتربية الجنسية والحياة الأسرية، وذلك وفقاً لقانون ماريلاند".
وفي مظاهرة نظمتها منظمة حقوق الأسرة من أجل الحرية الدينية، الثلاثاء، 6 يونيو/حزيران، احتج أكثر من 400 شخص خارج مقر منظومة المدارس العامة في مقاطعة مونتغومري في روكفيل بولاية ماريلاند، لاسترداد خيار الانسحاب.
"الجنس لا ينتمي للمدارس"
بالإضافة إلى ذلك، تحدّث أولياء الأمور والطلاب في جلسات الاستماع التعليمية حول مخاوفهم، وسيواصلون فعل ذلك، بحسب الكشيري.
وقالت مومينا، وهي أم لديها ابنتان في منظومة المدارس العامة في مقاطعة مونتغومري، لموقع "ميدل إيست آي"، إنها لا تريد إطلاع ابنتيها على كتب الهوية الجنسية والجندرية.
وأضافت مومينا: "إنهما صغيرتان للغاية. لا أريد أن تقرأ بناتي وتتناقش حول الهوية الجنسية المستقيمة أو المثلية. أنا لا أقول إنه لا ينبغي السماح بهذه المناقشات في المدارس، وإذا أراد الناس ذلك، فلا بأس، لكن أقول إنه يجب أن يكون لدينا خيار سحب أطفالنا من هذه الدروس إذا أردنا ذلك"، مشيرة إلى أن "الجنس لا ينتمي للمدارس".
من جانبه، قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية: "أية محاولة لإسكات أو تشويه سمعة العائلات من دافعي الضرائب والمقيمين في المقاطعة، التي تطالب ببساطة بحقوقها، هي محاولات مخادعة وضارة للغاية".