دخلت أكثر من 30 طائرة حربية صينية منطقة الدفاع الجوي التايوانية خلال ست ساعات، على ما قالت وزارة الدفاع في الجزيرة، الخميس 8 يونيو/حزيران 2023، في تكثيف جديد لطلعات توغل الجيش الصيني خلال يوم واحد، فيما فعلت تايوان أنظمتها الدفاعية.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها لم تنجح في ضمه منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في العام 1949، لكنها تؤكد أنها ستعيدها إلى السيادة الصينية يوماً ما، بالقوة إن لزم الأمر.
في السنوات الأخيرة، كثّفت بكين توغلاتها الجوية في منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوية في الجزيرة، وقد بلغت في 2022 ضعف الطلعات التي نفذتها في العام السابق في ذلك القطاع.
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع التايوانية سون لي-فانغ، الخميس، أنه بدءاً من الخامسة (21,00 ت غ الأربعاء)، دخلت "37 طائرة عسكرية صينية" منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
وأضاف أنه قرابة الساعة 11,00 "أكمل بعضها مساره (…) باتجاه غرب المحيط الهادئ لتلقي تدريبات استطلاعية بعيدة المدى"، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
فيما كتبت الوزارة على تويتر أن الجيش التايواني "يراقب الوضع عن كثب"، مضيفة أنه تم نشر طائرات دوريات وسفن بحرية وأنظمة صواريخ برية رداً على ذلك، لكنها لم توضح ما إذا كانت عمليات التوغل ما زالت مستمرة.
ويقول محللون إن زيادة التوغلات الجوية للصين في منطقة الدفاع التايوانية هي جزء من تكتيكات "المنطقة الرمادية" الأوسع، التي تُبقي الجزيرة تحت الضغط.
وتأتي هذه التوغلات الجديدة بعد يوم على إكمال الولايات المتحدة والفلبين واليابان تدريبات خفر السواحل المشتركة الأولى في منطقة بحر الصين الجنوبي، الذي تعتبره بكين تابعاً لها.
وتتزامن زيادة التوغلات الجوية والتدريبات البحرية للجيش الصيني حول تايوان عادةً مع إقامة تايبيه صلات دبلوماسية مع دول أخرى.
ويشار إلى أن زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، في أغسطس/آب 2022، يمكن القول إنها تسببت في تغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان بشكل جذري، إذ جاء رد فعل الصين صارماً وحاسماً، ففرضت بكين حصاراً تاماً حول الجزيرة ذات الحكم الذاتي، وأجرت مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، شاركت فيها جميع أفرع القوات المسلحة الصينية.
كانت الصين وتايوان قد انفصلتا خلال حرب أهلية في الأربعينيات، وتعتبر تايوان نفسها دولةً ذات سيادة، وتحظى بدعم أمريكي وغربي، لكن بكين تصرُّ على أنها ستستعيد الجزيرة في وقت ما، وبالقوة إذا لزم الأمر. ولا يعترف بتايوان سوى عدد قليل من الدول، منها باراغواي في أمريكا الجنوبية، وهايتي في آسيا، وإيسواتيني في إفريقيا، والباقي بضع دول جزرية صغيرة.
وفي هذا السياق، تنظر الصين إلى النظام الديمقراطي ذاتي الحكم في تايوان على أنه محافظة صينية منفصلة، ولم تستبعد استخدام القوة لتحقيق الوحدة، ووصلت التوترات بين بكين وتايبيه إلى ذروتها مؤخراً، في ظل رئاسة تساي إينغ وين والحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يريد الاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة ومستقلة عن الصين.
ورغم الاعتراف الأمريكي بمبدأ الصين الواحدة، والذي يعني بالضرورة أن تايوان جزء من الصين، وأن مسألة عودتها لحظيرة البر الرئيسي كما حدث مع هونغ كونغ وماكاو هي مسألة وقت فقط، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صرح في أكثر من مناسبة بأن بلاده مستعدة للدفاع عن تايوان إذا حاولت الصين ضمها بالقوة.