قال الصليب الأحمر، الخميس 8 يونيو/حزيران 2023، إن الألغام التي اقتلعتها مياه فيضان في اتجاه مجرى النهر من سد كاخوفكا عبر مساحات شاسعة من جنوب أوكرانيا قد تشكل خطراً جسيماً على المدنيين لعقود مقبلة.
وانهار جزء من سد كاخوفكا الضخم الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية ويقع في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء؛ مما أدى إلى فيضانات في مساحات شاسعة من منطقة حرب وتهديد حياة عشرات الآلاف وسلامتهم.
"نشعر بالرعب"
رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إريك تولفسن قال: "من قبل كنا نعرف أين توجد المخاطر. الآن لا نعرف. كل ما نعرفه هو أنها في مكان ما صوب المصب".
تولفسن أضاف في مقطع صوتي: "نشعر بالرعب عندما نشاهد الأخبار الواردة"، مضيفا أن ألغاماً من الحرب العالمية الثانية عُثر عليها تحت الماء في الدنمارك عام 2015 وكانت لا تزال نشطة.
وألقت أوكرانيا بمسؤولية تفجير السد على روسيا، بينما قالت روسيا إن أوكرانيا خربت السد بإيعاز من الغرب للحد من إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم ولصرف الانتباه عن هجوم مضاد متعثر. وقال بعض المسؤولين المدعومين من روسيا إن السد ربما انهار.
كما جرفت المياه أيضاً عدداً لا يُحصى من الألغام الأرضية التي زُرعت خلال الحرب المستمرة منذ 15 شهراً ولا أحد يعرف الآن مكانها، فربما ما زالت في حقول الألغام أو قد تكون عالقة في طين النهر أو في حقول وحدائق وطرق على مساحة شاسعة.
وخلفت الحرب في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة عبر مساحات شاسعة من البلاد وهو خطر يحذر منه نشطاء منذ إرسال روسيا قوات في فبراير/شباط من العام الماضي لغزو البلاد.
"الأرقام ضخمة"
إلى جانب الألغام المضادة للأفراد، استخدم الجانبان كميات هائلة من قذائف المدفعية والألغام المضادة للدبابات. وقال تولفسن إن العدد المحدد للألغام في أوكرانيا غير واضح.
وتابع قائلاً: "نحن نعلم فقط أن الأرقام ضخمة".
كما أشار تولفسن إلى أن مشكلة الألغام ليست بالضرورة عددها فحسب ولكن المكان الذي زُرعت فيه، خاصة في بلد زراعي كبير مثل أوكرانيا.
وزاد تولفسن: "إن المناطق الواقعة صوب مصب النهر بعد السد تحتوي على حقول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للمركبات زرعها طرفا النزاع".
وحذرت سلطات عينتها روسيا، تسيطر على جزء من منطقة خيرسون الأوكرانية، السكان اليوم الخميس من الألغام التي تجرفها مياه الفيضانات في اتجاه مجرى النهر.
في السياق، حذر مركز مواجهة الطوارئ المدعوم من روسيا في منطقة خيرسون من أن خطر "انجراف الألغام وأشياء خطرة أخرى أمر ممكن". وخيرسون من بين خمس مناطق في أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد.
المركز أضاف "بمجرد أن تنحسر المياه، سنبدأ على الفور في الاستكشاف الهندسي للمناطق. لكن في الوقت الحالي ننصح بتوخي الحذر قدر الإمكان".
وخلال زيارة الأربعاء إلى مدينة خيرسون التي تضررت بشدة من الكارثة، حذر نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف أيضاً من المخاطر التي تشكلها الألغام العائمة وكذلك من انتشار الأمراض والمواد الكيميائية الخطرة في مياه الفيضان.