اطلعت شركة النفط الحكومية في الإمارات على رسائل البريد الإلكتروني الواردة من وإلى مكتب قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ 28، المنتظرة في أبوظبي، واستُشيرَت بشأن كيفية الرد على استفسار إعلامي، وهو ما وُصف بـ"الفضيحة"، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء، 7 يونيو/حزيران 2023.
وتستضيف الإمارات قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ورئيس المؤتمر هو سلطان الجابر، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية.
وفيما ادعى مكتب المؤتمر أن نظام البريد الإلكتروني الخاص به "مستقل" و"منفصل" عن نظام شركة النفط، لكن التحليل الفني أظهر أن المكتب يشارك خوادم البريد الإلكتروني مع شركة النفط "أدنوك".
بعد استفسارات الصحيفة، تحوَّل مكتب المؤتمر إلى خادم مختلف الإثنين الماضي، 5 يونيو/حزيران 2023، بحسب The Guardian.
وأثار الدور المزدوج للجابر انتقادات شديدة، بما في ذلك من كريستيانا فيغيريس، مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة السابقة، التي وصفت نهجه بأنه "خطير".
فيما قال النائب الفرنسي مانون أوبري: "هذه فضيحة مدوّية، وجدت شركة النفط والغاز طريقها إلى قلب المنظمة المسؤولة عن تنسيق التخلص التدريجي من النفط والغاز. الأمر أشبه بوجود شركة تبغ متعددة الجنسيات تشرف على العمل الداخلي لمنظمة الصحة العالمية".
وقال أوبري، الذي شارك في عريضة حديثة إلى الأمم المتحدة من 133 سياسياً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدعو إلى عزل الجابر: "لقد فقد مكتب مؤتمر المناخ 28 كل مصداقيته. إذا كنا نكترث حقاً بمنع وقوع كارثة مناخية أكثر من حماية أرباح شركات الوقود الأحفوري وتأثيرها، فنحن بحاجة إلى الرد الآن".
وقال خبير دولي بارز في سياسات المناخ، طلب عدم الكشف عن هويته: "لقد نصحت العديد من الجهات الفاعلة دولة الإمارات، منذ أن أصبح من الواضح أنها ستستضيف قمة المناخ 28، بضرورة فصل رئاسة المؤتمر عن شركة أدنوك. ونُصِحَت الإمارات أيضاً بضرورة تنحية سلطان الجابر عن منصبه في أدنوك، حتى لو مؤقتاً. ورغم جولة الاستماع التي استمرت 6 أشهر، يبدو أنهم لم يلتزموا بهذه النصيحة".
وكشفت صحيفة The Guardian في أبريل/نيسان، أن الإمارات لديها خطة للتوسع في النفط والغاز في العالم. ومن الواضح أن وكالة الطاقة الدولية والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وإجماع كبير من العلماء على أن حقول النفط والغاز الجديدة لا تتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية لاتفاقية باريس.
بالإضافة إلى كونه رئيساً لأدنوك، يترأس الجابر شركة مصدر، وهي شركة للطاقة المتجددة، وكان مبعوث الإمارات للمناخ من 2010 إلى 2016، وأُعيدَ تعيينه في هذا المنصب عام 2020. وقد تلقى دعماً من كبار الشخصيات بعد فترة وجيزة من تعيينه في منصب رئيس مؤتمر المناخ 28 في يناير/كانون الثاني، بمن في ذلك من جانب مبعوث الولايات المتحدة للمناخ، جون كيري، ومسؤول المناخ في الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانز.
تفاصيل "الفضيحة"
اكتشفت صحيفة The Guardian الروابط بين المكتب الإماراتي للمؤتمر وشركة أدنوك بعد أن طلبت الرد على انتقادات فيغيريس في منتصف مايو/أيار.
وعندما سُئل عن سبب احتواء ردود البريد الإلكتروني على النص "تصنيف أدنوك: داخلي"، قال مكتب المؤتمر إنه سعى للحصول على مدخلات من العديد من الخبراء المتخصصين فيما يتعلق بالانبعاثات، بما في ذلك من شركة أدنوك، وأن علامة التصنيف الداخلية أصبحت جزءاً من سلسلة البريد الإلكتروني نتيجة لذلك.
وسألت الصحيفة البريطانية أيضاً عما إذا كان مكتب مؤتمر المناخ 28 يشارك نظام تكنولوجيا المعلومات مع أدنوك، فيما ذكرت صحيفة Politico الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2023، أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أرسلت "سلسلة من الأسئلة التي تستفسر عما إذا كانت الرئاسة ستكون مستقلة عن شركة النفط… بما في ذلك ما إذا كان هناك جدار حماية بين المؤسستين، وما إذا كان لدى أدنوك حق الاطلاع على اجتماعات مؤتمر المناخ 28 والوثائق الاستراتيجية الخاصة به، وما إذا كان موظفو مؤتمر المناخ 28 يعتمدون على أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بعملاق النفط الإماراتي".
ورد مكتب المؤتمر على الصحيفة في 23 مايو/أيار، إذ قال متحدث رسمي: "يمكن للمؤتمر تأكيد أن المحتوى الخاص به (بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني) موجود في خوادم منفصلة على شبكةٍ مستقلة محمية بجدار الحماية، ومدعومة من فريق منفصل لتكنولوجيا المعلومات".
ومع ذلك، كشف التحليل الفني لعناوين رسائل البريد الإلكتروني من مكتب مؤتمر المناخ 28، ومن سلسلة بريد إلكتروني سابقة بين الصحيفة البريطانية وشركة النفط، أن خوادم أدنوك كانت طرفاً في إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني من مكتب المؤتمر.