قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023، إن مجموعة مرتزقة "فاغنر" احتجزت قائداً عسكرياً روسيّاً وسط تصاعد الصراع بين زعيمها "سيئ السمعة" يفغيني بريغوجين من جهة، والجيش النظامي الروسي من جهة أخرى.
في مقطع فيديو نُشر على القنوات التابعة لبريغوجين بوسائل التواصل الاجتماعي مساء الإثنين 29 مايو/أيار، قال اللفتنانت كولونيل رومان فينيفتين، قائد اللواء 72 الروسي، لمحققٍ يستجوبه، إنه بينما كان سكران أمر قواته بإطلاق النار على قافلة تابعة لقوات فاغنر. جاء هذا المقطع مشابهاً لمقاطع فيديو أسرى الحروب، وقال فينيفتين فيه إنه تصرف على هذا النحو لـ"كراهية شخصية" لديه لمجموعة فاغنر، ثم اعتذر عن فعلته.
قائد فاغنر يتهم الجيش الروسي بمحاولة قتل رجاله
في سياق متصل، اتهم بريغوجين الجيشَ الروسي بأنه حاول قتل رجاله بمتفجرات مفخخة أثناء انسحابهم من بلدة باخموت في شرق أوكرانيا، لكن رجاله اكتشفوا المتفجرات، التي زعم أن مسؤولي وزارة الدفاع الروسية تعمدوا نشرها لقتل قواته. في المقابل، لم تعلق وزارة الدفاع الروسية بعد على مقطع الفيديو.
في حين أكد اثنان من عائلة فينيفتين لصحيفة The Guardian البريطانية، أن الرجل الذي ظهر في مقطع الفيديو هو قريبهم.
ساد النزاع علاقة بريغوجين بكبار المسؤولين العسكريين الروس على مدى الشهور الماضية، وأعلن زعيم فاغنر أن أغلب قواته قد انسحبت من باخموت، التي استولت على معظمها الشهر الماضي بعد أن تكبدت خسائر فادحة. وتشير البيانات الواردة إلى أن المدينة تخضع الآن لسيطرة القوات الروسية النظامية.
فاغنر تحتجز ضابطاً روسيّاً
في غضون ذلك، تكشف واقعة احتجاز الضابط البارز عن شدة الصراع الدائر بين مكونات القوات العسكرية الروسية. وتأتي وسط احتدام القتال على طول الجبهات في منطقتي دونيتسك وزاباروجيا، ما دفع بعض المراقبين إلى القول إن كييف قد بدأت في شنِّ هجومها المضاد الذي طال انتظاره.
من جهة أخرى، قال بعض القوميين الروس المؤيدين للحرب، إن اعتقال فاغنر لضابط روسي كبير يدل على تنامي نفوذ بريغوجين داخل الكرملين.
كتب إيغور ستريلكوف، ضابط العمليات الخاصة الروسي المتقاعد والمدون العسكري الشهير، على قناته بتطبيق تليغرام: "يفغيني بريغوجين، الذي نشر مرؤوسوه مقطع فيديو يستهزئون فيه بضابط روسي بارز وقائد لواء عسكري كامل… صار يُسمح له بفعلِ ما يريد. لقد أصبح من المنتسبين إلى الطبقة العليا!".
في حين تنامى نفوذ بريغوجين بعد استيلاء قواته تدريجياً على باخموت خلال الأشهر الأخيرة، وهي العملية التي كفلت لموسكو أول انتصار عسكري ملموس منذ الصيف الماضي.
منذ بداية الحرب، برز بريغوجين بين أصحاب النفوذ في الجانب العسكري الروسي، وكثيراً ما استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإلقاء الخطب اللاذعة في انتقاد وزارة الدفاع. لكن صعوده أثار الغضب لدى بعض عناصر النخبة الروسية.
كذلك فقد سبق أن تلقى بريغوجين انتقادات علنية نادرة بعد أن وصفه حليفان مقربان للزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، بأنه "مهووس بنشر مقاطع الفيديو والمدونات" التي تقوض الجهود الحربية الروسية.