قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة نشرت السبت، 3 يونيو/حزيران 2023، إن بلاده مستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا.
وصرح زيلينسكي لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "نعتقد بقوة أننا سننجح". وأضاف: "لا أعرف كم من الوقت سيستغرق، لأكون صادقاً، يمكن أن يسير بعدة طرق مختلفة تماماً. لكننا سنقوم بذلك، ونحن مستعدون".
وتأمل كييف أن يؤدي الهجوم المضاد إلى تغيير مسار الحرب التي اندلعت مع الغزو الروسي لأراضيها قبل 15 شهراً.
وكان زيلينسكي قد قال الشهر الماضي إن بلاده بحاجة إلى انتظار وصول المزيد من العربات المدرعة الغربية قبل شن الهجوم المضاد، وبذل مساعٍ دبلوماسية للحفاظ على الدعم الغربي، وطلب المزيد من المساعدات العسكرية والأسلحة، وهو أمر أساسي لنجاح أوكرانيا في خططها.
من جانبه، قال الجيش الأوكراني في تقرير إن القتال يتركز في مارينكا بمنطقة دونيتسك في الشرق، وأضاف التقرير أن القوات الأوكرانية صدت جميع هجمات القوات الروسية والتي بلغ عددها 14 هجوماً هناك.
فيما تسيطر روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي.
وأثارت موجة طويلة من الطقس الجاف في بعض أجزاء من أوكرانيا توقعات بأن الهجوم المضاد قد يكون وشيكاً. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، كثفت أوكرانيا من ضرباتها على مخازن الذخيرة وطرق الإمدادات اللوجستية الروسية.
اعتراف نادر من زيلينسكي
وفي وقت سابق أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن ضم بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)- الأمر الذي تطالب به كييف بإصرار- "مستحيل" قبل نهاية الحرب مع روسيا، في وقت قال الكرملين إن انضمام كييف إلى الحلف سيتسبب، في حالة حدوثه، في مشاكل لسنوات طويلة قادمة.
زيلينسكي صرح في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإستوني، الار كاريس، أن "الانضمام إلى الناتو هو أفضل ضمان لأمن أوكرانيا (…)، ولكننا نفهم أننا لن نجرّ أي دولة في الناتو إلى الحرب"، وأضاف "لذلك نتفهم أننا لن نصبح عضواً في الناتو ما دامت هذه الحرب مستمرة، ليس لأننا لا نريد ذلك، بل لأن ذلك مستحيل"، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ويعتبر هذا اعترافاً نادراً من الرئيس الأوكراني، الذي كثف ضغوطه منذ بدء الغزو الروسي لضم بلاده في أسرع وقت ممكن إلى الحلف.
روسيا تحذّر أوكرانيا والناتو
وبالتزامن قال الكرملين إن خطر انضمام أوكرانيا للناتو قضية تتفهمها الكثير من دول الاتحاد الأوروبي، لكن الولايات المتحدة هي التي تحدد مسار التحالف.
ورداً على سؤال عن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى التحالف، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين "نأسف أن نقول إن هذا يشير إلى عدم استعداد كييف وعدم رغبتها وعدم قدرة نظامها على حل المشكلات الحالية على طاولة المفاوضات"، وأضاف بيسكوف "عضوية أوكرانيا في الحلف هي بالطبع من الأسباب الأساسية لإثارة القلاقل، وسيترتب على ذلك مشكلة محتملة لسنوات طويلة مقبلة".
وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عملياتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.