أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة 2 يونيو/حزيران 2023، بأن ضم بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)- الأمر الذي تطالب به كييف بإصرار- "مستحيل" قبل نهاية الحرب مع روسيا، في وقت قال الكرملين إن انضمام كييف إلى الحلف سيتسبب، في حالة حدوثه، في مشاكل لسنوات طويلة قادمة.
زيلينسكي صرح في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإستوني الار كاريس أن "الانضمام إلى الناتو هو أفضل ضمان لأمن أوكرانيا (…)، ولكننا نفهم أننا لن نجرّ أي دولة في الناتو إلى الحرب" ، وأضاف "لذلك نتفهم أننا لن نصبح عضواً في الناتو ما دامت هذه الحرب مستمرة، ليس لأننا لا نريد ذلك، بل لأن ذلك مستحيل"، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ويعتبر هذا اعتراف نادراً من الرئيس الأوكراني، الذي كثف ضغوطه منذ بدء الغزو الروسي لضم بلاده في أسرع وقت ممكن إلى الحلف.
روسيا تحذر أوكرانيا والناتو
وبالتزامن قال الكرملين إن خطر انضمام أوكرانيا للناتو قضية تتفهمها الكثير من دول الاتحاد الأوروبي، لكن الولايات المتحدة هي التي تحدد مسار التحالف.
ورداً على سؤال عن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى التحالف، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "نأسف أن نقول إن هذا يشير إلى عدم استعداد كييف وعدم رغبتها وعدم قدرة نظامها على حل المشكلات الحالية على طاولة المفاوضات"، وأضاف بيسكوف "عضوية أوكرانيا في الحلف هي بالطبع من الأسباب الأساسية لإثارة القلاقل، وسيترتب على ذلك مشكلة محتملة لسنوات طويلة مقبلة".
كما أشار المسؤول الروسي إلى أنه "من الغريب أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي تدرك الأمر على نحو كاف، ولكن للأسف أن واشنطن هي التي تحدد المسار في حلف شمال الأطلسي. والاتحاد الأوروبي ما هو إلا أداة طائعة ضمن تلك الأوركسترا".
زيلينسكي يضغط للانضمام إلى الناتو
وفي وقت سابق طالب زيلينسكي بضم بلاده ومولدافيا إلى حلف شمال الأطلسي، قائلاً إن الشكوك حول انضمام بلاده تعرّض أوروبا للخطر.
والأطلسي الذي يؤيد من حيث المبدأ ضم هذا البلد، يُبقي الغموض حول الجدول الزمني، إذ إن دخول كييف إلى الحلف قد يسبّب تصعيداً في النزاع، لأن روسيا تعتبر مثل هذا التوسع خطاً أحمر.
ويذكر أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أكد في أبريل/نيسان الماضي، دعم المنظمة لطموحات كييف بدون أن يتطرق إلى الجدول الزمني، معتبراً أن الأولوية هي تحقيق النصر في الحرب، وستبحث مسألة انضمام أوكرانيا في قمة حلف شمال الأطلسي المقررة في فيلينوس، في يوليو/تموز المقبل.
كما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن جميع أعضاء الحلف العسكري اتفقوا على أن تصبح أوكرانيا في نهاية المطاف عضواً في الحلف، لكن التركيز الرئيسي الآن هو ضمان انتصارها على روسيا.
وفي حديثه قبل اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، قال ستولتنبرغ للصحفيين إنه بمجرد انتهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن تمتلك كييف "الردع اللازم لمنع هجمات جديدة".
بينما تعهد الأمين العام بمواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيراً إلى أن "الحلفاء في الناتو دربوا عشرات الآلاف من القوات الأوكرانية، وقدموا 65 مليار يورو مساعدات عسكرية لكييف"، وفق الغارديان.
وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عملياتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.